تفسير سورة نوح عليه الصلاة والسلام ".....يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا. حفظ
الشيخ : (( يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً )) يعني أمطارا دارة كلما جفت الأرض أمطرت السماء (( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً )) ولكن مع هذا الترغيب ، أبوا واستكبروا وما آمن معه إلا قليل .
حتى إن أحد أبناءه كفر به ، أحد أبناء نوح كفر بأبيه نسأل الله العافية ، ولما وعد الله نوحا أن ينجيه وأهله ، صرف الله ابنه عن الإيمان ، وعن الركوب في السفينة التي نجا بها نوح ومن معه ، فقال له أبوه : (( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ )) ماذا قال ؟ (( قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ )) فاعتمد على الأمور الحسية دون الأمور الإلهية ، ولكن هل عصمه الجبل من الماء ؟ أبدا ما عصمه ، قال له أبوه : (( لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) .
وبذلك تُعرف قدرة الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى ليس بينه وبين خلقه نسبا ، وليس بينه وبين خلقه صلة ، إلا بشيء واحد وهو التقوى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ )) وأنت إذا تأملت ما يدبره الله في خلقه ، تبين لك العجب العجاب ، إبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أبوه ؟
الطالب : كافر .
الشيخ : ونوح ابنه كافر ، ومحمد عمه كافر ، وهذه من آيات الله إبراهيم كان أبوه كافرا ، وجرى بينه وبينه محاورة ، ذكرها الله تعالى في سورة مريم ، وكان ابنه إبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، يدعوه باللطف يقول : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ )) كلام لطيف (( إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ )) ولم يقل إني عالم وأنت جاهل ، لأنه لو قال أنت جاهل ، لصار في نفسه بعض النفور ، ولكنه قال : (( قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )) .
الجواب : بعد هذا التلطف في الخطاب ماذا قال ؟ قال : (( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ )) يعني : أترغب عن آلهتي فتوحد ولا تشرك (( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ )) أعوذ بالله ، هل تتصورن أن رجلا يرجم ابنه بالحجارة ، لكن مع ذلك طغيان أبيه ، وشركه أوجب له أن يقول لابنه : (( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ واهجرني مليا )) فماذا قال له إبراهيم : (( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا )) فوعده أن يستغفر له ، ولكن قال الله تبارك وتعالى : (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )) وأجاب سبحانه وتعالى عن استغفار إبراهيم لأبيه : (( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
المهم أيها الإخوة أن الأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وجدوا من أقوامهم المعارضة والمعاندة ، بل وعرض الرقاب للقتال ، ولكن العاقبة لمن ؟ العاقبة للمتقين ، في النهاية ، قال نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً )) سأل الله أن يمحو الكافرين عن الأرض ، وبين عذره في هذا الدعاء ، لأنه قد يقول قائل : من المتوقع أن يقول نوح : اللهم اهد قومي ، لكنه قال : (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً )) ثم اعتذر عن هذا الدعاء بقوله : (( إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )) .
فهذا اعتذار من نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، عن هذه الدعوة العظيمة (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا )) أنزل الله في قصة نوح سورة كاملة ، وأنزل في قصة يوسف سورة كاملة ، سمعناها في الليلة الماضية .
في هذه الآية دليل على أن أبوي نوح ، كانا مؤمنين من أين تؤخذ ؟ الأخ إي نعم أنت ما هي أنت أمامي الآن ، من أقرب الناس إلي ، لا ، لا هو يلا يلا ، هه ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، نعم ،
أقول : في هذه الآية دليل ، على أن أبوي نوح كانا مؤمنين ؟ هه .
الطالب : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً )) .
الشيخ : من أين تأخذ هذا ؟
الطالب : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ .
الشيخ : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ )) فدعا لأبويه ، ولم يأت في القرآن أن الله أنكر عليه طيب ، استرح .
أما إبراهيم فقال : (( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ )) لكن الله أجاب عن هذا ، بأن إبراهيم استغفر لأبيه (( عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
وبهذا نعرف أنه لا يجوز لأحد ، أن يطلب المغفرة لمن كان كافرا ، أي لمن مات على الكفر ، ولو كان أقرب قريب له ، فلو أن رجلا له أخ قريب شقيق ، من أحسن الناس معاملة في الأخوّة ، لكنه لا يصلي ، فمات هذا الذي لا يصلي ، فإنه لا يجوز لأخيه أن يقول اللهم اغفر له ، ولا أن يقول اللهم ارحمه لماذا ؟ لأنه مات على الكفر .
والكافر لا يجوز لأحد أن يدعو له بالمغفرة ، لأنه لو دعا له بالمغفرة ، لكان هذا من الاعتداء في الدعاء ، إذ أن الله قضى بعدله وحكمته ، أن الكافرين في النار مخلدين ، فأنت إذا قلت : اللهم ارحمه " تضاد حكمة الله عز وجل " ، تريد أن يرحم من قضى أنهم مخلدون في نار جهنم ، فإذا مات أخ لك أو صديق وهو لا يصلي ، فإياك أن تدعو له بالرحمة أو بالمغفرة .
حتى إن أحد أبناءه كفر به ، أحد أبناء نوح كفر بأبيه نسأل الله العافية ، ولما وعد الله نوحا أن ينجيه وأهله ، صرف الله ابنه عن الإيمان ، وعن الركوب في السفينة التي نجا بها نوح ومن معه ، فقال له أبوه : (( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ )) ماذا قال ؟ (( قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ )) فاعتمد على الأمور الحسية دون الأمور الإلهية ، ولكن هل عصمه الجبل من الماء ؟ أبدا ما عصمه ، قال له أبوه : (( لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) .
وبذلك تُعرف قدرة الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى ليس بينه وبين خلقه نسبا ، وليس بينه وبين خلقه صلة ، إلا بشيء واحد وهو التقوى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ )) وأنت إذا تأملت ما يدبره الله في خلقه ، تبين لك العجب العجاب ، إبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أبوه ؟
الطالب : كافر .
الشيخ : ونوح ابنه كافر ، ومحمد عمه كافر ، وهذه من آيات الله إبراهيم كان أبوه كافرا ، وجرى بينه وبينه محاورة ، ذكرها الله تعالى في سورة مريم ، وكان ابنه إبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، يدعوه باللطف يقول : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ )) كلام لطيف (( إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ )) ولم يقل إني عالم وأنت جاهل ، لأنه لو قال أنت جاهل ، لصار في نفسه بعض النفور ، ولكنه قال : (( قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )) .
الجواب : بعد هذا التلطف في الخطاب ماذا قال ؟ قال : (( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ )) يعني : أترغب عن آلهتي فتوحد ولا تشرك (( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ )) أعوذ بالله ، هل تتصورن أن رجلا يرجم ابنه بالحجارة ، لكن مع ذلك طغيان أبيه ، وشركه أوجب له أن يقول لابنه : (( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ واهجرني مليا )) فماذا قال له إبراهيم : (( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا )) فوعده أن يستغفر له ، ولكن قال الله تبارك وتعالى : (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )) وأجاب سبحانه وتعالى عن استغفار إبراهيم لأبيه : (( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
المهم أيها الإخوة أن الأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وجدوا من أقوامهم المعارضة والمعاندة ، بل وعرض الرقاب للقتال ، ولكن العاقبة لمن ؟ العاقبة للمتقين ، في النهاية ، قال نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً )) سأل الله أن يمحو الكافرين عن الأرض ، وبين عذره في هذا الدعاء ، لأنه قد يقول قائل : من المتوقع أن يقول نوح : اللهم اهد قومي ، لكنه قال : (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً )) ثم اعتذر عن هذا الدعاء بقوله : (( إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )) .
فهذا اعتذار من نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، عن هذه الدعوة العظيمة (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا )) أنزل الله في قصة نوح سورة كاملة ، وأنزل في قصة يوسف سورة كاملة ، سمعناها في الليلة الماضية .
في هذه الآية دليل على أن أبوي نوح ، كانا مؤمنين من أين تؤخذ ؟ الأخ إي نعم أنت ما هي أنت أمامي الآن ، من أقرب الناس إلي ، لا ، لا هو يلا يلا ، هه ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، نعم ،
أقول : في هذه الآية دليل ، على أن أبوي نوح كانا مؤمنين ؟ هه .
الطالب : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً )) .
الشيخ : من أين تأخذ هذا ؟
الطالب : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ .
الشيخ : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ )) فدعا لأبويه ، ولم يأت في القرآن أن الله أنكر عليه طيب ، استرح .
أما إبراهيم فقال : (( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ )) لكن الله أجاب عن هذا ، بأن إبراهيم استغفر لأبيه (( عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
وبهذا نعرف أنه لا يجوز لأحد ، أن يطلب المغفرة لمن كان كافرا ، أي لمن مات على الكفر ، ولو كان أقرب قريب له ، فلو أن رجلا له أخ قريب شقيق ، من أحسن الناس معاملة في الأخوّة ، لكنه لا يصلي ، فمات هذا الذي لا يصلي ، فإنه لا يجوز لأخيه أن يقول اللهم اغفر له ، ولا أن يقول اللهم ارحمه لماذا ؟ لأنه مات على الكفر .
والكافر لا يجوز لأحد أن يدعو له بالمغفرة ، لأنه لو دعا له بالمغفرة ، لكان هذا من الاعتداء في الدعاء ، إذ أن الله قضى بعدله وحكمته ، أن الكافرين في النار مخلدين ، فأنت إذا قلت : اللهم ارحمه " تضاد حكمة الله عز وجل " ، تريد أن يرحم من قضى أنهم مخلدون في نار جهنم ، فإذا مات أخ لك أو صديق وهو لا يصلي ، فإياك أن تدعو له بالرحمة أو بالمغفرة .