تفسير قوله تعالى :" أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه . بلى قادرين على أن نسوي بنانه ". حفظ
الشيخ : (( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ )) يعني : أيظن الإنسان ألن نجمع عظامه ،! المتفرقة ،! المتمزقة ،! النخرة ،! التي اختلطت بالتراب وصارت بالتراب ؟ أيظن أن لن نجمعه ؟
الجواب (( بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ )) يعني أننا قادرون أن نجممع العظام ، حتى أصغر العظام وهي ؟ البنان أي أطراف الأصابع ، قادر على أن يسويها فيخرجها بعد التفرق ، على وجه سويّ ، والله على كل شيء قدير .
وقد قال بعض أهل العلم : إن هذا يدل على أن البنان يختلف ، من إنسان لآخر من يحصي بني آدم ؟ نعم ، يحصيهم الذي خلقهم ، كل واحد بنانه غير بنان الآخر ، ولذلك عندما يريدون إثبات الشيء يقولون إيش ؟ البصمات ، لأن بصمات كل إنسان تختلف عن الآخر ، وهل كل إصبع يختلف عن الآخر ؟ نعم كل أصبع يختلف عن الآخر ، سبحان الله الخالق العليم ، يدك تختلف اليد اليمنى غير اليسرى حتى في العروق .
الآن انظر إلى عروقك على ظهر الكف تختلف أو لا ؟ نعم ـ قم ـ انظر إليها ، هه ؟ تختلف مع أنها من إنسان واحد ، وفي كفين متشابهين تمام ، يعني أن الله قادر على أن يبعث الإنسان ، حتى بنانه الذي يختلف فيه الناس كلهم ، يسويه عز وجل (( بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ )) قادرين ونجمع صيغة جمع ، ومعلوم أن الله واحد ولكن الله عز وجل يتحدث عن نفسه بصيغة الجمع قل لماذا ؟ إي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لأ ، الله يقول : (( نحن )) ويقول : (( قادرين )) وهو واحد ؟
الطالب : للتعظيم .
الشيخ : أي أحسنت تمام ، يعني أن الله يتحدث عن نفسه بصيغة الجمع إبش ؟ للتعظيم .
ولهذا يقول النحويون : " إن كلمة نا ، وكلمة إنا ، وكلمة نحن " للمعظم نفسه ، أو للمتكلم ومعه غيره ، لكنها بالنسبة لله لا تكون إلا للتعظيم (( بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ )) إلى آخر السورة ولا يمكننا أن نكمل لأنه جاء دور الحديث .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
عن سبيعة الأسلميةَ رضي الله عنها .
الشيخ : الأسلميةِ وخلصنا منها ، قرأنا الحديث وشرحه وفقهه ،كل ... ، أليس كذلك يا جماعة نعم .