تفسير قوله تعالى من سورة الأحقاف :" وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون إليك فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين " حفظ
الشيخ : المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فقد استمعنا في هذا الصباح إلى قراءة إمامنا من آخر سورة الأحقاف من قوله تبارك وتعالى: (( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن )) الخطاب في قوله: (( إليك )) يعود إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والصارف لهؤلاء الجن هو الله عز وجل، لأن الله تعالى بيده ملكوت السماوات والأرض يصرّف في ملكه ما يشاء فصرف الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نفراً من الجن والنفر ما بين الثلاثة إلى تسعة أو إلى العشرة هؤلاء النفر جاؤوا من بلاد بعيدة، لأنهم سمعوا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رسول إلى الإنس والجن إلى الثقلين جميعاً فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن (( فلما حضروه )) أي حضروا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( قالوا أنصتوا )) (( فلما حضروه قالوا أنصتوا )) أي استمعوا إلى القرآن بإنصات وأدب وهذا دليل على حسن أدب هؤلاء النفر من الجن (( فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين )) يعني أنهم بادروا بالدعوة إلى الله عز وجل من حين أن قضي القرآن الذي سمعوه ((ولوا)) أي انصرفوا (( إلى قومهم منذرين )) ينذرونهم ويدعونهم إلى الله عز وجل.