تفسير قوله تعالى :" قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى - إلى قوله - ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ". حفظ
الشيخ : وقالوا في جملة ما قالوا : (( يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى )) يا قومنا يعنون من؟ الجن وفي قولهم : (( يا قومنا )) تودد وتعطيف من أجل أن يقبل قومهم ما جاؤوا به (( إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى )) أي من بعد الكتاب الذي أنزل على موسى، وموسى هو ابن عمران وهو أفضل أنبياء بني إسرائيل ويأتي في المرتبة الثالثة في تفضيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لأن أفضل الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى وهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل (( يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم )) يهدي أي القرآن كما قال تعالى: (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) (( يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم )) وكل ما خالف الحق فإنه طريق معوج لا يؤدي صاحبه إلا إلى الهلاك (( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به )) كرروا النداء في قولهم يا قومنا للتأكيد (( أجيبوا داعي الله )) وهو النبي صلى الله عليه وسلم (( وآمنوا به )) أي أقروا برسالته وبأنه رسول الله حقاً (( يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم )) قالوا (( يغفر لكم من ذنوبكم )) فأتوا بمن الدالة على التبعيض لأنهم لا يستطيعون الجزم بأن الله يغفر ذنوبهم لكن دلت الآيات الكريمة على أن الكافر إذا آمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه كما قال تعالى: (( قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف )) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) وهذا من الله عز وجل يغفر لكم ذنوبكم، لكن الجن لم يستطيعوا أن يجزموا بأن جميع الذنوب تغفر فقالوا (( يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم )) أي يمنعكم منه (( ومن لا يجب داعي الله )) - تشرب؟ إيش الكأس هذا؟ ايه- (( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء )) يعني من لا يجب داعي الله فإن الله تعالى يهلكه ولن يستطيع أن يفر من عقوبة الله (( أولئك في ضلال مبين )).