بيان أن الجن منهم مسلمون ومنهم كافرون وأن لهم قوة ولدى بعضهم أمانة . حفظ
الشيخ : ومما يتعلق بالبحث في الجن أن نسأل هل الجن مسلمون أو كفار؟ نقول إن الله تعالى بين في سورة الجن أن منهم المسلمون، أن منهم المسلمين ومنهم القاسطين أي الكافرين يعني فمنهم مؤمن ومنهم كافر كالإنس تماماً المؤمن منهم أيضاً منهم صالح ومنهم دون ذلك كل هذا التقسيم موجود في الجن قال الله تعالى عنهم: (( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون )) وقال عنهم: (( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك )) إذن ففي الجن رجال صالحون، رجال صالحون! هل في الجن رجال؟! نعم (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن )) فمنهم رجال صالحون ومنهم رجال دون ذلك والصالحون قد ينفعون بني آدم قد يساعدونه في أموره ويهيؤون له الأمر ويساعدونه على كل ما فيه مصلحته لأنهم مؤمنون والمؤمن أخو المؤمن، ولذلك كانوا يساعدون سليمان عليه الصلاة والسلام كما قال جل وعلا: (( والشياطين كلّ بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد )) فقسم الله هؤلاء إلى ثلاثة أقسام: بناء وغواص غواص في إيش؟ في البحار يخرجون الدر والياقوت وغير ذلك والثالث قوم مقرنون في الأصفاد لمعصيتهم وربما يساعدون الإنس في أشياء لا يستطيع الإنس أن يقوموا بها كما في قصة ملكة سبأ لما قال سليمان عليه الصلاة والسلام: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ )) ماذا قال الجن؟ (( قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) وكان سليمان عليه الصلاة والسلام قد وقت وقته ودبره تماماً وكان له ساعة يقوم فيها معينة فقال: (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )) قوي لا يعجزني آتي به من اليمن إلى الشام أمين لن أتعدى عليه بأي شيء ولكن هناك قوة أقوى من الجن (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) أيهما أسرع؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني أو الأول؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني يعني قبل أن يمد الإنسان طرفه ثم يرده إلى نفسه يقول: (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ )) من رآه، من الذي رآه؟ سليمان والضمير الهاء يعود على العرش فلما رأى سليمان العرش مستقراً عنده ولم يقل عنده قال مستقر يعني ثابت كأن له أياماً وهو في هذا المكان لما رآه مستقراً عنده (( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي )) هذا الذي عنده علم من الكتاب كيف جاء به؟ قال العلماء : " إنه يعرف اسم الله الأعظم وإنه دعا الله فحملته الملائكة " والملائكة عليهم السلام أقوى من الجن وأطهر من الجن وليس فيهم عاص لله تبارك وتعالى، لأنهم خُلقوا من نور وفرق بين المخلوق من نار والمخلوق من نور ولذلك نقول الجن خلقوا من نار والملائكة من نور والبشر من طين طيب بهذا عرفنا أن الجن عندهم قوة وعندهم أمانة، لأن هذا العفريت قال: (( وإني عليه لقوي أمين )) .