بيان أن الجن يتسلطون على بني آدم ويدخلون فيهم والرد على من أنكر ذلك. حفظ
الشيخ : مما يتعلق بالبحث في الجن هل يسلطون على بني آدم ويدخلون فيه؟ نعم يسلطون على بني آدم ويدخلون في بني آدم، ولكن دخولهم في بني آدم أنواع : تارة يفسدون عليه دينه ويلقون في قلبه الوساوس والشكوك ويتدرجون معه يشككونه أولاً في شيء من العبادات ثم في أشياء من العبادات ثم في عقيدته بالله عز وجل أو في الدين أو في الرسول يتدرجون معه وتارة يتلبسون فيه فيؤذونه جسمياً ويفسدون عليه حياته، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وتارة يلابسونه فيصرعونه ويسقط صريعاً ويغمى عليه المهم أن دخولهم في الإنس وتلبسهم به أنواع كثيرة ولكن هل للإنس من مخرج من هذا البلاء؟ نعم بماذا؟ بالأوراد الأوراد الشرعية التي غفل عنها كثير من الناس فمثلاً: ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) لو أنك كلفت إنساناً يحميك ويحرسك من الشياطين في ليلة واحدة لقال أريد منك 10 آلاف مثلاً لكن يكفيك من هذا إيش؟ أن تقرأ آية الكرسي - تعرفها يا ولد؟ قم اقرأها -
الطالب : ...
الشيخ : - أحسنت اصبر يا وليدي أنت تقرأها كل ليلة؟ كل ليلة؟ تمام بارك الله فيك - اقرأ آية الكرسي في كل ليلة فلا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ومن ذلك قراءة سورة الإخلاص وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإن ذلك يحميك من الشياطين وما تعوذ متعوذ بمثل المعوذتين قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وأنكر بعض الناس أن يكون الجن يتلبسون بالإنسان وقال هذه أوهام وهذه عوارض عصبية ولا يمكن أن الجن يدخل في الإنسان، وممن ذهب إلى هذا المعتزلة قالوا : " إن الجن ما يمكن يدخل في الإنسان " وهذا تفريط وأفرط قوم من الجهلة فصار كل شيء يصيبهم فهو من الجن حتى لو أصاب الإنسان زكام قال هذا من الجن ولذلك كثرت الأوهام في عصرنا هذا وصار الناس كلما أصابتهم مصيبة من الأمراض قالوا هذا من الجن وكثرت الأوهام وكثر القراء الذين يدجلون على الناس ويبتزون أموالهم وهم كذبة لكن رأوا إناساً انخفضت نفوسهم ولم يكن عندهم عزيمة وصاروا يخضعون لكل هاجس وكل وسواس وغالباً يكون الحق بين طرفي نقيض فنحن لا ننكر أن يتلبس الجني بالإنس لكننا ننكر الأوهام التي تصيب كثيراً من الناس اليوم وكلما أصابه شيء قال هذا جن وهذا غلط الإنسان إذا كان عنده ضعف الشخصية كل إنسان يغلبه كل شيطان يستحوذ عليه لكن إذا كان عنده قوة عزيمة وتوكلٌ على الله عز وجل واعتماد عليه وإكثار من الأوراد الشرعية فإن الله تبارك وتعالى يحميه ولذلك أدعوكم أيها الإخوة إلى أن تعلموا صبيانكم من الذكور والإناث الأوراد الشرعية وتحثوهم عليها حتى يكون ذلك حصناً لهم من كل شيطان.