بيان أن الجن قد يسرق من مال بني آدم مع ذكر الدليل وبيان فوائده . حفظ
الشيخ : وهل يمكن للجن أن يسرق من المال، يسرق من المال ولو كان في الصندوق؟ نعم يمكن الدليل على هذا ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استحفظ أبا هريرة استحفظه على الصدقة وفي ليلة من الليالي رأى رجلاً وهو شيطان لكن بصورة رجل يأخذ من الطعام من التمر فأمسكه وقال لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن الشيطان يفر من الرسول عليه الصلاة والسلام ويخاف منه قال له: لا، وادعى هذا الشيطان أنه ذو حاجة وذو عيال ما عنده شيء والعيال كثيرون فرق له أبو هريرة وأطلقه تركه ولما ذهب أبو هريرة في الصباح إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ما فعل أسيرك البارحة؟ - لأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه الوحي - ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال يا رسول الله ادعى أنه ذو حاجة وذو عيال فأطلقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذبك وسيعود) ولم يقل إذا عاد فلا تطلقه قال أبو هريرة : ( فعلمت أنه سيعود ) -أخانا انتظر شوي حتى يروح النعاس - قال : ( فعلمت أنه سيعود ) يقول أبو هريرة علمت أن هذا الشيطان سيعود ولكن لم يعلم أنه شيطان ( عاد في الليلة الثانية وأخذ فأمسكه أبو هريرة وقال : لأرفعنك ) - انتظر يا أخي - وقال : ( لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعى بدعواه السابقة أنه ايش؟ ذو حاجة وعيال فرق له وأطلقه ) لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل إذا أمسكته فلا تطلقه أطلقه ( ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال : يا رسول الله ادعى أنه ذو حاجة وعيال فأطلقته فقال: إنه كذبك وسيعود في الليلة الثالثة أمسكه وادعى أنه ذو حاجة وذو عيال قال أبداً لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ألا أخبرك بآية من كتاب الله إذا قرأتها لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح قال بلى ما هي؟ قال : آية الكرسي ) من يقوله؟ الشيطان فهمنا الآن أن الشيطان يدري ان آية الكرسي تمنع من الشياطين ( فلما أصبح أبو هريرة غدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قال الشيطان أن تقرأ آية الكرسي ولا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقك وهو كذوب ) صدقك يعني أخبرك بالصدق وهو كذوب انظر كيف الكلام؟ قبل الحق وحذر من الباطل قال: ( صدقك ) ولكنه عليه الصلاة والسلام بين الوصف الحقيقي للشيطان وهو الكذب ويدلك على كذبه ومكره وخبثه أنه قاسم أبانا آدم، أبونا آدم قال الله له لا تقرب هذه الشجرة شجرة في الجنة فالشيطان وسوس له وقال : كلا من هذه الشجرة وقاسمهما حلف إني لكما لمن الناصحين وأنتم ماذا تقولون ؟ كاذب ولا صادق ؟ كاذب يكذب ليس بناصح المهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أقر قوله : ( لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان حتى تصبح ) وفي هذا الحديث دليل على فائدة مهمة وهي قبول الحق ممن جاء به ولو كان شيطاناً أعرفت بعض الناس إذا أخطأ عالم من العلماء في مسألة اجتهادية رد جميع ما يقول من حق وباطل وهذا غلط الحق يجب أن يقبل ممن جاء به ولو لم يكن من أهل الحق فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أقر الحق والذي جاء به الشيطان وها هو الله عز وجل قال في كتابه عن المشركين: (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا آباءنا عليها والله أمرنا بها )) فادعوا دعويين الأولى أنهم وجدوا عليها آباءهم والثانية أن الله أمرهم بها فأبطل الله إحدى الدعويين وسكت عن الأخرى ما الذي أبطله؟ قولهم: (( والله أمرنا بها )) فقال الله تعالى: (( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )) وأقر قولهم إنهم وجدوا آباءهم عليها فقبل قول المشرك لأن قوله في هذا إيش؟ حق فيجب قبوله ( والنبي صلى الله عليه وسلم أتاه حبر من الأحبار من أحبار اليهود والحبر يعني العالم الواسع العلم وقال يا محمد إننا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع وذكر أشياء فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر ثم قرأ : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )) ) فصدق من؟ الرسول صدق من؟
الطالب : الحبر
الشيخ : إيش الحبر؟
الطالب : يهودي
الشيخ : نعم عالماً من علماء اليهود صدق عالماً من علماء اليهود لأنه قال حقاً طيب وإذا قال المؤمن باطلاً يصدق؟
الطالب : لا
الشيخ : اللهم اهدهم مؤمن يصدق ولا ما يصدق؟
الطالب : لا يصدق
الشيخ : إذا قال باطلاً لا يصدق لا لأنه مؤمن ولكن لأنه قال باطلاً والباطل يجب أن يكون مردوداً من أي شخص والحق يجب أن يكون مقبولاً من أي شخص.
الطالب : الحبر
الشيخ : إيش الحبر؟
الطالب : يهودي
الشيخ : نعم عالماً من علماء اليهود صدق عالماً من علماء اليهود لأنه قال حقاً طيب وإذا قال المؤمن باطلاً يصدق؟
الطالب : لا
الشيخ : اللهم اهدهم مؤمن يصدق ولا ما يصدق؟
الطالب : لا يصدق
الشيخ : إذا قال باطلاً لا يصدق لا لأنه مؤمن ولكن لأنه قال باطلاً والباطل يجب أن يكون مردوداً من أي شخص والحق يجب أن يكون مقبولاً من أي شخص.