الدرس : شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام كتاب اللعان : وعن عبد الله بن عمر :" أن رجلا رمى امرأته وانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله تعالى . ثم قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين ". حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: نقل المصنف رحمه الله تعالى في كتاب اللعان
قال: وعنه رضي الله عنهما أي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أن رجلاً رمى امرأته وانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله تعالى، ثم قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين ).
الشيخ : سبق لنا أصل هذا الحديث وأن اللعان سببه أن الرجل يقذف زوجته بالزنا وفي الحديث السابق ( أن الرجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت سكت على أمر عظيم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كأنه عليه الصلاة والسلام كره هذه المسائل وعابها - ثم إن الرجل رجع إليه مرة أخرى وقال: إن الذي أخبرتك عنه قد بليت به ) وهذه الجملة يجب أن نقف عندها هل المعنى أنه يقول إنني لم أسألك عن أمر فرضي وإنما سألتك عن أمر واقع أو المعنى أن الرجل قدر هذا في ذهنه ثم وقع مطابقاً لما قدره في ذهنه أيهما؟ نعم. الواقع أنه يحتمل، يحتمل أن الرجل جعل المسألة مسألة مفروضة يعني فرضاً لو وجد إنساناً مع امرأته أو أن الأمر وقع فإن كان الأول فهو دليل على ما قاله الشاعر :
" احذر لسانك أن تقول فتبتلى *** إن البلاء موكل بالمنطق "
يعني احذر أن تقول شيئاً ولو على سبيل الفرض لأنك إذا قلته أصبت به فاحفظ اللسان لا تقدر شيئاً مكروها ًفتبتلى به إن البلاء موكل بالمنطق وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( البلاء موكل بالمنطق ) لكنه لا يصح إنما المعنى حقيقة أن الإنسان قد يفرض الشيء ثم يبتلى به أما إن كان واقعاً فإن السائل للنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعرض ويجعل المسألة كأنها مفروضة ثم لما رأى إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عنه صرح بأن الأمر واقع وقد عرفتم أنه إذا رمى الرجل زوجته بالزنا فإنه يجرى بينهما اللعان أخونا كيف اللعان؟
الطالب : ... .
الشيخ : رجل قال إن زوجته زنت أعوذ بالله
الطالب : ...
الشيخ : أول نسأل هل تقر أو لا تقر هل تقر المرأة بهذا أو لا؟ إن أقرت إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : أقيم عليها الحد وإن أنكرت سألنا الزوج هل عنده بينة أو لا فإن أقام بينة أقيم عليها الحد، طيب وإن لم يقم أجرينا اللعان بينهما فماذا نصنع؟
الطالب :...
الشيخ : نعم إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : إي ما يخالف ماذا يقول القاضي؟ يقول للزوج إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : يعظهما طيب ثم يقول له اشهد أربع مرات أنها زنت وقل في الخامسة إيش؟ وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم بعد ذلك يثني بالمرأة ونعظها ونذكرها ثم نقول ايش؟ اشهدي بالله أنه كاذب وفي الخامسة - بارك الله فيك تمام -في الخامسة وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين إذا تم اللعان وجب التفريق بقينا بالولد الولد إذا انتفى منه الزوج وقال ليس الولد مني فماذا يكون الحكم؟ ينتفي عن الزوج ولا يكون ولداً له ويلحق بالأم فقط وتكون الأم في هذه الحال أماً وأباً تكون أماً وأباً ولا ينسب لأبيه وإذا مات هذا الطفل المنفي إذا مات عن أمه وعن إخوته فكيف التوريث إذا جعلناها أباً وأماً قلنا لأمه السدس لأن له إخوة والباقي لها تعصيباً لأنه لو مات عن أم وأب وإخوة صار للأم السدس وللأب الباقي ولا شيء للإخوة وهنا نقول لها السدس فرضاً لوجود عدد من الإخوة ولها الباقي تعصيباً لأنها ترث ابنها إيش؟ ميراث أم وأب وهذه المسألة قد يلغز بها فيقول لنا امرأة ورثت بالفرض والتعصيب فما هي؟ نقول هي الأم التي لا يلتحق ولدها بأبيه تكون أماً وأباً كما في حديث عبد الله بن عمر أنه ألحق الولد بالأم وصارت أمه أما وأباً
هنا مسألة يبتلى بها كثير من الناس يكون هناك لقيط واللقيط هو الطفل الضائع الذي لا يعرف له أب ولا أم فيحتضنه بعض الناس ويعيش في البيت على أنه أخ للأولاد فهل يجوز للملتقط أن ينسبه إلى نفسه؟ لا يجوز لا يجوز أبداً قد يقول إن هذا الطفل اللقيط كبر وعاش على أنه ابن لصاحب البيت فإذا قلنا مثلاً إنها بنت فإنها إذا كبرت يجب أن تحتجب عن صاحب البيت وسيكون هنا أثر نفسي عليها لأنها كانت في الأول تعتقد أنها إيش؟ أنها بنته فإذا قلنا لست ابنة له ويجب عليك أن تحتجبي عنه سيكون هناك مردود نفسي صعب فهل نتغاضى عن ذلك ونقول تبقى وكأنها بنته أو نقول يجب أن نجري الحكم الشرعي عليها ونطمئنها أيهما؟ الثاني ولا بد، لأنه لو سكت على أنها ابنته لزم من ذلك أحكام كثيرة كالميراث وغيره لذلك لا بد أن يقال إنها ليست بنتاً له والحمد لله على كل حال هي وإن أصيبت لمدة أسبوع أو شهر ستزول مصيبتها وتنسى أما أن يبقيها وهي كأنها بنته أو إذا كان طفلاً ذكراً كأنه ابنه فهذا لا يجوز نعم. انتهى الوقت؟ طيب أسئلة ها كيف؟ باقي دقيقتين، أسئلة .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: نقل المصنف رحمه الله تعالى في كتاب اللعان
قال: وعنه رضي الله عنهما أي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أن رجلاً رمى امرأته وانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله تعالى، ثم قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين ).
الشيخ : سبق لنا أصل هذا الحديث وأن اللعان سببه أن الرجل يقذف زوجته بالزنا وفي الحديث السابق ( أن الرجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت سكت على أمر عظيم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كأنه عليه الصلاة والسلام كره هذه المسائل وعابها - ثم إن الرجل رجع إليه مرة أخرى وقال: إن الذي أخبرتك عنه قد بليت به ) وهذه الجملة يجب أن نقف عندها هل المعنى أنه يقول إنني لم أسألك عن أمر فرضي وإنما سألتك عن أمر واقع أو المعنى أن الرجل قدر هذا في ذهنه ثم وقع مطابقاً لما قدره في ذهنه أيهما؟ نعم. الواقع أنه يحتمل، يحتمل أن الرجل جعل المسألة مسألة مفروضة يعني فرضاً لو وجد إنساناً مع امرأته أو أن الأمر وقع فإن كان الأول فهو دليل على ما قاله الشاعر :
" احذر لسانك أن تقول فتبتلى *** إن البلاء موكل بالمنطق "
يعني احذر أن تقول شيئاً ولو على سبيل الفرض لأنك إذا قلته أصبت به فاحفظ اللسان لا تقدر شيئاً مكروها ًفتبتلى به إن البلاء موكل بالمنطق وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( البلاء موكل بالمنطق ) لكنه لا يصح إنما المعنى حقيقة أن الإنسان قد يفرض الشيء ثم يبتلى به أما إن كان واقعاً فإن السائل للنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعرض ويجعل المسألة كأنها مفروضة ثم لما رأى إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عنه صرح بأن الأمر واقع وقد عرفتم أنه إذا رمى الرجل زوجته بالزنا فإنه يجرى بينهما اللعان أخونا كيف اللعان؟
الطالب : ... .
الشيخ : رجل قال إن زوجته زنت أعوذ بالله
الطالب : ...
الشيخ : أول نسأل هل تقر أو لا تقر هل تقر المرأة بهذا أو لا؟ إن أقرت إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : أقيم عليها الحد وإن أنكرت سألنا الزوج هل عنده بينة أو لا فإن أقام بينة أقيم عليها الحد، طيب وإن لم يقم أجرينا اللعان بينهما فماذا نصنع؟
الطالب :...
الشيخ : نعم إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : إي ما يخالف ماذا يقول القاضي؟ يقول للزوج إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : يعظهما طيب ثم يقول له اشهد أربع مرات أنها زنت وقل في الخامسة إيش؟ وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم بعد ذلك يثني بالمرأة ونعظها ونذكرها ثم نقول ايش؟ اشهدي بالله أنه كاذب وفي الخامسة - بارك الله فيك تمام -في الخامسة وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين إذا تم اللعان وجب التفريق بقينا بالولد الولد إذا انتفى منه الزوج وقال ليس الولد مني فماذا يكون الحكم؟ ينتفي عن الزوج ولا يكون ولداً له ويلحق بالأم فقط وتكون الأم في هذه الحال أماً وأباً تكون أماً وأباً ولا ينسب لأبيه وإذا مات هذا الطفل المنفي إذا مات عن أمه وعن إخوته فكيف التوريث إذا جعلناها أباً وأماً قلنا لأمه السدس لأن له إخوة والباقي لها تعصيباً لأنه لو مات عن أم وأب وإخوة صار للأم السدس وللأب الباقي ولا شيء للإخوة وهنا نقول لها السدس فرضاً لوجود عدد من الإخوة ولها الباقي تعصيباً لأنها ترث ابنها إيش؟ ميراث أم وأب وهذه المسألة قد يلغز بها فيقول لنا امرأة ورثت بالفرض والتعصيب فما هي؟ نقول هي الأم التي لا يلتحق ولدها بأبيه تكون أماً وأباً كما في حديث عبد الله بن عمر أنه ألحق الولد بالأم وصارت أمه أما وأباً
هنا مسألة يبتلى بها كثير من الناس يكون هناك لقيط واللقيط هو الطفل الضائع الذي لا يعرف له أب ولا أم فيحتضنه بعض الناس ويعيش في البيت على أنه أخ للأولاد فهل يجوز للملتقط أن ينسبه إلى نفسه؟ لا يجوز لا يجوز أبداً قد يقول إن هذا الطفل اللقيط كبر وعاش على أنه ابن لصاحب البيت فإذا قلنا مثلاً إنها بنت فإنها إذا كبرت يجب أن تحتجب عن صاحب البيت وسيكون هنا أثر نفسي عليها لأنها كانت في الأول تعتقد أنها إيش؟ أنها بنته فإذا قلنا لست ابنة له ويجب عليك أن تحتجبي عنه سيكون هناك مردود نفسي صعب فهل نتغاضى عن ذلك ونقول تبقى وكأنها بنته أو نقول يجب أن نجري الحكم الشرعي عليها ونطمئنها أيهما؟ الثاني ولا بد، لأنه لو سكت على أنها ابنته لزم من ذلك أحكام كثيرة كالميراث وغيره لذلك لا بد أن يقال إنها ليست بنتاً له والحمد لله على كل حال هي وإن أصيبت لمدة أسبوع أو شهر ستزول مصيبتها وتنسى أما أن يبقيها وهي كأنها بنته أو إذا كان طفلاً ذكراً كأنه ابنه فهذا لا يجوز نعم. انتهى الوقت؟ طيب أسئلة ها كيف؟ باقي دقيقتين، أسئلة .