فوائد حديث عائشة رضي الله عنها. حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث فوائد:
أولاً : جواز الوصية إلى شخص بالنظر في أولاده يعني يجوز للإنسان أن يوصي إلى شخص يقول انظر في أولادي، كن ناظراً عليهم أو كن وصياً عليهم سواء في أموالهم أو في حقوقهم أو غير ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر هذه الوصية
ومنها : جواز التنازع في النسب والتخاصم فيه لأن سعداً وعبد بن زمعة تخاصما في هذا الغلام ويلحق بما يقتضي الشرع أن يلحق به
ومنها : العمل بالشبه لكن بشرط ألا يكون هناك شيء أقوى منه فإن كان هناك شيء أقوى منه فإنه يعمل بالأقوى ولكن الشبه لا بد أن يؤثر
ومنها العمل بالاحتياط لأن النبي صلى الله عليه وسلم عمل بالاحتياط في إيش؟ في قوله: ( احتجبي منه يا سودة ) فأمرها أن تحتجب مع أنها أخته من أجل الشبهة القائمة بكون هذا الغلام مشابهاً لمن؟
الطالب : لعتبة
الشيخ : لعتبة بن أبي وقاص فيكون في هذا دليل على جواز العمل، نعم على جواز بل وجوب الاحتياط فيما إذا قامت الشبهة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) وعلى هذا فإذا شك الإنسان في ولده من زوجته هل هو ولده أو لا؟ فإنه لا يجوز أن يعمل بهذا الشك لأن الولد لمن؟ الولد للفراش الولد للزوج حتى مع وجود الشبهة وذلك احتياطاً للانسان حتى لا تضيع الأنساب وحتى لا يتلاعب الناس بها ولهذا جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ( يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاماً أسود ) يعني والرجل والمرأة بيضاوان أو أبيضان كأنه يقول كيف كان ذلك؟ كيف تلد غلاماً أسود وهو أبيض والمرأة بيضاء فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام بأمر محسوس يقر به قال : ( هل لك إبل ؟ قال نعم قال: ما ألوانها ؟ قال حمر قال: هل فيها من أورق ؟ ) الأورق الذي بين البياض والسواد قال: ( نعم قال: أنى لها ذلك ؟ قال: لعله نزعه عرق ) يعني يمكن آباؤه الجمال أو أمهاتها النياق كانت ورقاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فابنك هذا لعله نزعه عرق ) ولهذا لو فرض أن رجلاً أبيض وامرأته بيضاء ثم جاء من بينهما غلام أسود لا يجوز أن يشتبه به أو يشك فيه وكذلك لو جاء الغلام لا يشبه أباه ولا أمه لا يجوز أن يشك فيه لأن الولد لمن؟ الولد للفراش وللعاهر الحجر.