تفسير قوله تعالى :" إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون ". حفظ
الشيخ : (( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود )) واعلم أن النار ملك لله تبارك وتعالى يتصرف فيها كما يشاء فلو شاء الله تعالى لم تحرقهم كما جرى ذلك للخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإن أعداء إبراهيم لم يستطيعوا أن يقابلوا الحق ولكنهم قالوا: (( حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين )) ففعلوا ونفذوا وأوقدوا ناراً عظيمة حتى قيل إنهم لما أرادوا ان يلقوا إبراهيم فيها ألقوه عن طريق المنجنيق المنجنيق مثل المدافع يعني وضعوه في قفة المنجنيق ثم رموه من بعد، لأنهم لا يستطيعون قرب النار لشدة حرارتها ولكن الله عز وجل بقدرته قال لهذه النار قال: (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فكانت برداً وسلاماً برداً ضد الحرارة سلاماً ضد الحريق فلم تحرقه ولم تؤذه وصارت برداً وسلاماً قال العلماء : " لو قال الله تعالى لهذه النار كوني برداً لأهلكت إبراهيم ببرودتها " ولكن الله قال : (( كوني برداً وسلاماً )) مما يدل على أن جميع الأشياء كلها خاضعة لأمر الله تبارك وتعالى الأمر الكوني في قصة أصحاب الأخدود النار أحرقتهم النار أحرقت المؤمنين الذين وضعوا فيها، لأن الله لم يقل لها كوني برداً وسلاماً عليهم لكن هؤلاء المتغطرسين أعني الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات بقوا وكأن شيئاً لم يكن (( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود )) إذ هم من؟ أصحاب الأخدود ((عليها)) على النار قعود ينظرون كيف تضطرب أبدان هؤلاء الذين ألقوا فيها ((وهم)) أي أصحاب الأخدود (( على ما يفعلون بالمؤمنين شهود )) يشاهدونهم ويشهد بعضهم على بعض بما صنع الآخرون. بأي ذنب بأي ذنب أحرقوا هؤلاء بالنار؟