تفسير قوله تعالى :" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " . حفظ
الشيخ : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) أي ما أنكروا إلا هذا، إلا هذا، وهل هذا منكر؟ لا، بل هذا هو الحق وهذا هو المعروف أعني الإيمان بالله العزيز الحميد، لكن هؤلاء الكفرة الفجرة نقموا من هؤلاء المؤمنين أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد وانظر كيف قال: (( العزيز الحميد )) العزيز يعني الغالب يعني أن هؤلاء أصحاب الأخدود وإن غلبوا المؤمنين بإحراقهم فالله تعالى فوقهم والعزة لله تبارك وتعالى الحميد المحمود على كل حال سبحانه وتعالى، لأن حميد هنا بمعنى محمود ويصح أن تكون بمعنى حامد، والمعنيان صحيحان فهو حميد أي محمود ويحمد على كل حال حامد لمن يستحق الحمد من عباده ولذلك أثنى الله على المؤمنين في عدة آيات وعلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، لأنه جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً، إذن الحميد بمعنى إيش؟ حامد وبمعنى محمود ( وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصابه ما يسر به قال: الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات ) ( وإذا أصابه شيء آخر ضده قال: الحمد لله على كل حال ) (إذا أصابه المكروه قال: الحمد لله على كل حال ) - يا ولد لا تعبث - ( إذا أصابه المكروه قال : الحمد لله على كل حال ) (وإذا أصابه ما يسره قال : الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات ) وهنا عبارة يتناقلها بعض الناس يقول: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" وهذه العبارة غير صواب، لأنها مخالفة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذ أنه يقول: - قل يا أخي طيب استرح - ( الحمد لله على كل حال ) أما الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فهذا غلط كأنك تمن على ربك أن حمدته على المكروه ثم إن كلمة مكروه تعلن إعلاناً بيناً أن هناك نواعاً من الكراهة لما قدره الله عز وجل ولا شك أن الإنسان قد يكره المقضي لكن لا يكره القضاء قضاء الله مرضي عنه على كل حال المقضي هو الي فيه شيء مكروه وشيء مرضي عنه لكن على كل حال هذه العبارة لا ينبغي للإنسان أن يقولها وهي وهي يا جماعة : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه تجنبها وقل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو ( الحمد لله على كل حال ).