تفسير قوله تعالى :" الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد " . حفظ
الشيخ : نعود إلى الآية: (( إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض )) له ملك فيها مبتدأ وخبر والخبر هنا مقدم لإفادة الحصر يعني أن ملك السماوات والأرض لله وحده لا أحد يشاركه لا يملك أحد شيئاً من ملكوت السماوات والأرض قال الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) استمع إلى هذه الآية الكريمة التي سقناها الآن تجد أنها قطعت كل أمل للمشركين بالله الذين يدعون غير الله ماذا يريدون ؟ أجيبوا يا جماعة يريدون أن تنفعهم هذه الأصنام سواء كانت هذه الأصنام منصوبة أو كانت قبوراً أو غير ذلك كل ما يدعى من دون الله فهذا شأنه (( لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )) يعني على وجه الاستقلال ليس لهذه الأصنام ملك في السماوات ولا في الأرض لا قليل ولا كثير ولا مثقال ذرة (( َومَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ )) يعني هذه الأصنام التي تدعون من دون الله ليست مشاركة لله إذن نفى عنها الملك الاستقلالي بأي عبارة؟ قولوا يا جماعة (( لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )) ونفى أن يكون لهم شركة في ملك الله في قوله : (( َومَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ )) (( وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ )) أي من مساعد ومعاون يعني ليس لله من هذه الأصنام معين له في شيء من ملكه إذن ليس لها ملك استقلالي ولا ملك شركة ولا مساعدة ومعاونة ولا تنفع الشفاعة عنده - انتبه يا رجل - (( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) أيضاً نفى الشفاعة يعني هذه الأصنام لا تشفع عند الله إلا بإذن الله ولن يأذن الله لهذه الأصنام المعبودة أن تشفع أبداً، لأن الله لا يأذن بالشفاعة إلا إذا رضي عن الشافع وعن المشفوع له، فقطع الله تبارك وتعالى جميع أطماع المشركين به ولذلك الذين يذهبون إلى قبر فلان أو قبر فلان ممن يدعون أنهم أولياء يدعونهم نقول هؤلاء سفهاء في العقول ضلال في الأديان ليس عندهم عقل وليس عندهم دين أما كونه ليس عندهم عقل فلأن هؤلاء الذين يدعونهم ليس بأيديهم شيء لا نفع ولا ضر، وأما كونهم ضلال في الأديان فلأن هذا من الشرك والشرك أعظم الضلال ولذلك يجب على علماء المسلمين في البلاد التي يكون فيها مثل ذلك من عبادة القبور والاستغاثة بأهلها يجب عليهم أن يبينوا للعامة أن هذا شرك وأن من اتخذه فإن الله قد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار كما قال الله تعالى: (( إنه من يشرك بالله )) كمل (( فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) يجب على علماء المسلمين وعلى طلاب العلم أن يبينوا للعامة الذين ضلوا ولم يهتدوا إلى الحق أن يبينوا للعامة أنه لا يعبد إلا الله ولا يستغاث إلا بالله وأن هؤلاء المقبورين جثث هامدة وقد تكون الديدان أكلتهم وقد يكونوا مضمحلين نهائياً إلا عجب الذنب فإنه يبقى (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ )) بعده (( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) هؤلاء الذين يدعون من دون الله قد يدّعون أنهم إنما يريدون أن يكونوا شفعاء وأنهم إنما عبدوهم - اجلس يا ولد - وأنهم إنما عبدوهم ليقربوهم إلى الله ولكن هذا غلط لأنه لا يمكن أن تشفع هذه الأصنام إلا بإذن الله ولا يمكن أن يأذن الله لها بالشفاعة قال الله تعالى: (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ )) أي تحصبون بها وترمون بها أنتم وأصنامكم حصب جهنم (( أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ * لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ )) أتدرون ماذا قال المشركون لما نزلت هذه الآية قالوا: إذن عيسى يُعبد من دون الله فيكون إيش؟ من حصب جهنم فأجاب الله أجاب الله مباشرةً قال: (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ )) وعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ممن سبقت له من الله الحسنى فيكون خارجاً من العموم وهل عيسى ابن مريم يرضى أن يعبد من دون الله؟ لا استمع (( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ )) أي ليس من حقي أن أُعبد من دون الله والعبادة حق لله وحده
فالخلاصة : أنه لا أحد يملك لأحد نفعاً ولا ضراً طيب النبي صلى الله عليه وسلم يملك ؟ يملك لأحد نفعا أو ضراً ؟ لا يملك هل يملك لنفسه أن يضرها أو ينفعها؟ لا، واستمع أمر الله له أن يقول: (( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) هذه حقيقة النبي عليه الصلاة والسلام أنه بشير ونذير للمؤمنين وقال الله تعالى آمراً إياه أن يقول : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) حتى أعطيكم ما تسألونني (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب )) يعني ولا أقول لكم إني أعلم الغيب (( ولا أقول لكم إني ملك )) إذن ما هو؟ بشر، هو بشر مثلنا ينسى كما ننسى ويتألم كما نتألم ويجوع كما نجوع ويعطش كما نعطش هو بشر وينام كما ننام كما قال: ( إني أقوم وأنام ) (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وقال الله تعالى: (( قل إني لا أملك لكم )) قل: يعني للأمة كلها (( إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) يعني حتى لو أراد الله أن يصيبني بسوء فإنني لا أستطيع أن أرده (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) أي ملجأً ومعاذاً عند إصابة الضر إلا الله عز وجل فاقطع يا أخي اقطع تعلقك بغير الله، لا بالنبي ولا بالملك ولا بالولي ولا بأي أحد واجعل اتجاهك إلى من؟ إلى الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض نعود إلى الآية (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيءٍ شهيد )) كل شيء فالله شهيد عليه مطلع عليه عالم به لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
فالخلاصة : أنه لا أحد يملك لأحد نفعاً ولا ضراً طيب النبي صلى الله عليه وسلم يملك ؟ يملك لأحد نفعا أو ضراً ؟ لا يملك هل يملك لنفسه أن يضرها أو ينفعها؟ لا، واستمع أمر الله له أن يقول: (( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) هذه حقيقة النبي عليه الصلاة والسلام أنه بشير ونذير للمؤمنين وقال الله تعالى آمراً إياه أن يقول : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) حتى أعطيكم ما تسألونني (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب )) يعني ولا أقول لكم إني أعلم الغيب (( ولا أقول لكم إني ملك )) إذن ما هو؟ بشر، هو بشر مثلنا ينسى كما ننسى ويتألم كما نتألم ويجوع كما نجوع ويعطش كما نعطش هو بشر وينام كما ننام كما قال: ( إني أقوم وأنام ) (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وقال الله تعالى: (( قل إني لا أملك لكم )) قل: يعني للأمة كلها (( إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) يعني حتى لو أراد الله أن يصيبني بسوء فإنني لا أستطيع أن أرده (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) أي ملجأً ومعاذاً عند إصابة الضر إلا الله عز وجل فاقطع يا أخي اقطع تعلقك بغير الله، لا بالنبي ولا بالملك ولا بالولي ولا بأي أحد واجعل اتجاهك إلى من؟ إلى الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض نعود إلى الآية (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيءٍ شهيد )) كل شيء فالله شهيد عليه مطلع عليه عالم به لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء