أولا : العلم بالكفر . حفظ
الشيخ : الشرط الأول : أن يكون الذي حكمنا عليه بالكفر عالماً بأن هذا الفعل مكفر فإن كان جاهلاً فإننا لا نكفره بل ندعوه أولاً ونبين له الحق فإن أصر على شيء فِعله كفر أو تركه كفر حينئذٍ حكمنا بكفره لا بد من هذا دليل ذلك قول الله تبارك وتعالى: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) حتى نبعث رسول يبين وقال تعالى : (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون )) فشرط الله شرطين الأول أن يبعث رسولاً يتلو عليهم الآيات والثاني أن يكونوا ظالمين بمخالفة ذلك الرسول فتبين بهذا أنه حتى البعثة لا يحكم بكفر من بلغته إلا إذا خالف وظلم وقال الله تعالى : (( وما كان ربك ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون )) والآيات في هذا كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفس محمد أو قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار ) لا يسمع بي وإذا لم يسمع - أجيبوا يا جماعة - فليس عليه شيء لم تقم عليه الحجة فلا بد من أن تقوم الحجة ويتبين للذي قلنا إنه كافر أنه كفر.