الكلام على البدع وخطورتها وبيان أنه لا صحة لتقسيم البدعة إلى حسنة و سيئة . حفظ
الشيخ : وعلى هذا فيمكن أن يُستدل بهذه الآية على تحريم جميع البدع كل البدع محرمة كل البدع ضلالة وإن ظن مبتدعوها أنهم على شيء فإنهم يحسبون أنهم على شيء ولكنهم ليسوا على شيء، المبتدع متقدمٌ بين يدي الله ورسوله محدث في دين الله ما ليس منه وبدعته تتضمن أمراً خطيراً جداً، لأن المبتدع مضمون ابتداعه أن الدين لم يكمل وأنه هو الذي كمله بهذه البدعة وهذا لا شك أنه مناقض تماماً لقول الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فيقال لصاحب البدعة إن كانت هذه البدعة من الدين فالدين ناقص قبل وجود هذه البدعة أليس كذلك؟ ومضمون هذا تكذيب قول الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لأن المبتدع لسان حاله يقول إن الدين ناقص حيث لم نجد هذه البدعة في دين الله عز وجل وإن كانت ليست من الدين وهذا هو المطلوب وجب على المرء أن يبتعد عنها غاية الابتداع، لأن الله تعالى يقول : (( فماذا بعد الحق )) إيش؟ (( إلا الضلال )) ما فيه واسطة إما حق وإما ضلالة (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور ) ويقول: ( إن كل بدعة ضلالة ) ولم يستثن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذلك شيئاً، كل بدعة في دين الله فهي ضلالة مهما كان مبتدعها ومهما ظن مبتدعوها أنها حسنة فإنها ضلالة ولذلك نقول من قسّم البدعة إلى أقسام فإن هذا يجب النظر فيه لأنه إن ثبت أنها بدعة فلا يمكن أن نقول إنها حسنة أبداً لماذا لا نقول إنها حسنة؟
الطالب : لأنها ضلالة
الشيخ : لأن أفصح الخلق وأعلم الخلق وأنصح الخلق وأصدق الخلق ماذا قال؟ قال : ( كل بدعة ضلالة ) وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرف معنى كل بدعة ولم يستثن واحدة وعلى هذا فإذا ثبت أنها بدعة فلا يمكن أن نقول إن من البدع ما هو حسن ونقول إنّ من ظن أنّ البدعة حسنة فقد أخطأ لأن لدينا كلاما ممن هو أعلم منه وأنصح منه للخلق وأفصح منه في المقال وأصدق منه في الخبر يقول إيش؟ : ( كل بدعة ضلالة ) وإذا ثبت أنها حسنة إذا ثبت أن هذا حسن مثلاً قلنا يتعين ألا يكون بدعة إذا ثبت أنه حسن يتعين ألا يكون بدعة، لأن الجمع بين كون الشيء بدعة وحسناً جمع بين الضدين انتبه يعني قد يكون الشيء حسناً لكن لا يصح أبداً أن نجعله بدعة.