تفسير قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتهم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ". حفظ
الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )) هذا أدبٌ آخر يعني لا ترفع صوتك فوق صوت الرسول ولو كان بغير بدعة لو كان باسمه الزم الأدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام اخفض صوتك ولهذا قال في هذه السورة: (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله )) ايش؟ (( أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجرٌ عظيم )) لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي خاطب الرسول بأدب خافضاً الصوت غير مستعلٍ بصوتك على صوته وإذا كان هذا في صفة المخاطبة فكيف بمن يرفع صوته بالعقيدة أو بالشريعة التي يدّعي أنها شريعة فوق شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام وفوق عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم أليس هذا أشد؟
الطالب : بلى
الشيخ : بلى والله أشد (( ولا تجهروا له بالقول كجهرِ بعضكم لبعض )) مثلاً أنا إذا أردت أن أنادي واحداً منكم يمكن أن أرفع صوتي أو لا؟ يمكن؟ يمكن أن أصرخ به صراخاً لكن الرسول
صلى الله عليه وسلم لا (( لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض )) ثم قال عز وجل محذراً من المخالفة: (( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) اللهم عفوك أن تحبط أعمالكم متى؟ إذا تقدمتم بين يدي الله ورسوله، نعم إذا رفعتم أصواتكم فوق صوت النبي أو جهرتم له بالقول كجهر بعضكم لبعض فإن أعمالكم تحبط وأنتم لا تشعرون وكلمة وأنتم لا تشعرون تفيد أن حبوط العمل دقيق قد يفعل الإنسان ما يحبط عمله وهو لا يشعر كما جاء في الحديث: ( أن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار - كم ؟ - سبعين خريفاً ) يعني سبعين سنة وهي كلمة يسيرة لم يلقي لها بالاً ولهذا قال : (( أن تحبط أعمالكم )) كلمة أن تحبط مصدرة بأن المصدرية فلا بد أن يكون لها عامل محذوف فما هو التقدير؟ أي كراهة أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون يعني أن الله يكره منا أن تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر أتدرون مدى تأثير هذه الآية على الصحابة؟ قد تمر علينا مر الكرام كما يقولون لكنها على الصحابة مرت عليهم كالجبل كالصاعقة .