تفسير قوله تعالى من سورة الفجر : " والفجر ". حفظ
الشيخ : أما ما نريد أن نتكلم عليه بمشيئة الله فيما سمعنا فهو أن الله تبارك وتعالى قال: (( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر )) خمسة أشياء أقسم الله بها وكلها من المخلوقات فالواو في قوله : (( والفجر )) للقسم (( وليالٍ عشر )) يجوز أن تكون الواو للقسم وأن تكون عاطفة فإن كانت للقسم فالأمر ظاهر أن الله أقسم بالليالي وإن كانت عاطفة فالمعطوف على المقسم به مقسم به وهكذا نقول في الباقي أقسم الله بالفجر الذي هو الصبح وهو بداية نور الشمس لأن بهذا الفجر تزول ظلمة الليل وهو من آيات الله عز وجل الدالة على كمال قدرته أرأيتم أيها الإخوة لو اجتمع أهل الأرض كلهم على أن يقدموا الفجر عن وقته الذي أراده الله خمسة دقائق أيستطيعون ؟ يستطيعون أو لا ؟ لا يستطيعون ولو اجتمعوا على أن يؤخروه خمس دقائق عن الوقت الذي أراد الله تعالى أن يخرج فيه ما استطاعوا إذن ما دام الخلق تعجز عن ذلك فهو من آيات الله وآيات الله تعالى كل شيء يعجز المخلوق عنه فهو من آيات الله الدالة على كمال قدرته ولقد قال الله عز وجل : (( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ )) من يكمل نعم
الطالب : ...
الشيخ : بارك الله فيك ومن رحمته جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولتبتغوا من فضله، لتسكنوا فيه في الليل (( ومن رحمته جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنهار لِتَسْكُنُوا فِيهِ )) أي في الليل، (( وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) أي في النهار (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )).
الطالب : ...
الشيخ : بارك الله فيك ومن رحمته جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولتبتغوا من فضله، لتسكنوا فيه في الليل (( ومن رحمته جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنهار لِتَسْكُنُوا فِيهِ )) أي في الليل، (( وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) أي في النهار (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )).