تفسير قوله تعالى :" وليال عشر ". حفظ
الشيخ : (( وليالٍ عشر )) هذا مقسمٌ به، أجب ما طريق الإقسام به؟ نعم، لا ما أسأل عن . ما طريق الإقسام به ؟ نعم هذه أداة تفضل استرح أحياناً أنت تسهو في يبدو أليس كذلك؟ ما طريق القسم في قوله : (( وليالٍ عشر ))؟
الطالب : ...
الشيخ : بارك الله فيك، إذن طريق القسم به أحد أمرين إما أداة القسم حينما نقول إن الواو في قوله : (( وليالٍ )) إيش ؟ للقسم وإما العطف على قوله : الفجر، وحينئذٍ نقول المعطوف على المقسم به ها مقسم به كما لو قال القائل : أكلت تمراً وخبزاً الواو حرف عطف خبزاً معطوف عليه أكلت تمراً وخبزاً، خبزاً معطوف على التمر إذن مأكول ولا غير مأكول ؟ مأكول المعطوف على المأكول مأكول والمعطوف على المقسم به مقسم به فما المراد بالليال العشر ؟ قيل المراد بالليالي العشر ليالي عشر رمضان الأخيرة وأقسم الله بها لشرفها لكون ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان فإن ليلة القدر كائنة في كل عام في العشر الأواخر من رمضان ولهذا من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فقد أصاب ليلة القدر سواء شعر بها أم لم يشعر، لأن ليلة القدر قد يشعر الإنسان بها وقد لا يشعر، لكننا نجزم جزماً أن من قام ليالي العشر كلها فقد أصاب إيش؟ ليلة القدر قطعاً لأن ليلة القدر لا تخرج عن هذه العشر سواء شعر بها أم لم يشعر كيف شعر أم لم يشعر يعني سواء اطلع على علاماتها التي ذكرها العلماء أم لم يطلع، أحياناً يمن الله على من يشاء من عباده فيجد في إحدى ليالي العشر يجد انشراحاً في صدره وطمأنينة في قلبه ورغبة في الخير وهذا من علامات ليلة القدر أحياناً إذا كان في مكان بعيد عن الأضواء تتميز ليلة القدر عن غيرها بأنها بيضاء كأن فيها سراجاً لكن بالنسبة لحالنا اليوم لا يتبين هذا لماذا؟ لكثرة الأضواء لكن اخرج إلى البر تجد الفرق العظيم بين ليالي العشر الذي تتميز به ليلة القدر لكن من أهم ما يكون من العلامات طمأنينة القلب وانشراح الصدر والرغبة في الخير هذه من علامات ليلة القدر المهم قيل إن المراد بقوله : (( وليالٍ عشر )) أي إيش؟
الطالب : العشر الآواخر
الشيخ : العشر الأواخر من رمضان وقيل المراد بليال عشر أيام عشر ذي الحجة الأولى أيام عشر ذي الحجة يعني شهر ذي الحجة الأولى التي تبدأ من أول من عشر ذي الحجة إلى يوم العيد، ورُجح هذا القول بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) عشر ذي الحجة ( قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) يعني خرج بماله من الفرس أو البعير والمتاع ثم عقر جواده وأزهقت نفسه في سبيل الله فهذا أفضل من العمل في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة والعجب أيها الإخوة أن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة مغموس لا يدري كثير من الناس عن فضله يظن بعض الناس أن العشر الأواخر من رمضان أفضل من العشر الأوائل من شهر ذي الحجة والأمر بالعكس العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة أحب إلى الله من العمل الصالح في العشر الأواخر من رمضان سبحان الله! ربما يستغرب كثير من الناس هذا لجهله ولذلك تجد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تمر بالناس ولا يقدرون لها قدرها لا في الصيام ولا في الصدقة ولا في قراءة القرآن ولا بكثرة الصلاة، لأنهم يجهلونها ولهذا يجب على طلبة العلم في مثل هذه الأمور التي تخفى على كثير من الناس أن تُبين حتى يعرف الناس، لو قال قائل : ألا يمكن أن نجعل المراد بالليال العشر هذا وهذا؟ نعم فالظاهر أنه يمكن ان المراد بالليالي العشر ليالي عشر رمضان الأخيرة وأيام عشر ذي الحجة الأولى لأن لدينا قاعدة في التفسير مهمة وهي أن اللفظ إذا كان محتملاً لمعنيين على السواء ولا منافاة بينهما فالواجب حمل اللفظ عليهما جميعاً طيب إذن ليال عشر المراد إيه ؟ طيب أحسنت العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة.