ذكر قصة يوسف عليه الصلاة والسلام مع صاحبيه في السجن . حفظ
الشيخ : وإنما أقول هذه الطريقة اقتداءً بيوسف عليه الصلاة والسلام فإنه سُئل وأجاب أولاً قبل أن يجيب بالنصيحة من يبين لي الآيات في هذا.
الطالب : (( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )).
الشيخ : جواب إيش؟
الطالب : أول ما بدأ ... قال أحدهما إني أراني أعصر..
الشيخ : (( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ )).
الطالب : (( قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا )) نبأنا بتأويله..
الشيخ : (( تأكل الطير منه ))
الطالب : (( تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )) ... (( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )).
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك يوسف عليه الصلاة والسلام دخل معه السجن فتيان وتعرفون لماذا سجن يوسف ؟ سجن لأنه أبى - اجلس يا ولد - لأنه أبى أن يجيب امرأة العزيز لما تريد منه حيث راودته عن نفسه وغلقت الأبواب وكانت قد هيأت نفسها وقالت هيت لك وفي قراءة (( هئت لك )) يعني هيأت نفسي قال : معاذ الله وأبى عليه الصلاة والسلام فأدخل السجن ودخل معه فتيان فرأى كل واحد منهما رؤيا ، استمع، أحدهما قال (( إني أراني أعصر خمرا )) والآخر قال (( أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه )) رؤيا لا يعرفها إلا من أعطاه الله تعالى فراسة (( نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ))شوف صاحب الإحسان مرموق صاحب الإحسان مقصود لأن الرجل المحسن يألفه الناس ويحبونه ويأتون إليه يشاورونه في مشاكلهم ولهذا قالوا : (( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا )) وكأنهم لهم موعد يأتيهم الطعام وهذا معروف السجناء يقرر لهم الغداء الساعة كم؟ نعم عندنا الآن
الطالب : بعد الظهر
الشيخ : بعد الظهر الساعة الواحدة وكان السجن مقرر له طعام في وقت معين ولهذا قال : (( لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ )) أي بتأويل ما رأيتما (( قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا )) أي قبل أن يأتيكما ذلك الطعام، بعده
الطالب : (( ذلكما مما علمني ربي)) (( ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي )) ثم أشار إلى معنىً يكون سببا للعلم وهو قوله : (( إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ )) ومن أخلص في توحيده لله فتح عليه من أبواب العلم والمعرفة ما لا يفتحه على غيره (( واتبعت ملة )) قم، اسحاق ومن جد أبيه ومن أبوه ؟ يعقوب أحسنت (( مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ما كان لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ )) ثم قال لهم : (( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )) والجواب ؟ أجيبوا يا جماعة الله
الطالب : الله
الشيخ : الله الواحد القهار يريد أن يبين لهم أنه لا خير في الآلهة المتعددة فعرض عليهما التوحيد قبل أن يجيبهما عن تأويل رؤياهما وقال: (( أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا )) من هو الذي يعصر؟ الظاهر أني أجبت نصف الجواب استرح من الذي يسقي ربه خمراً هو الذي رأى نفسه يعصر خمراً.