بيان أيهما يغلب المؤمن جانب الرجاء أم جانب الخوف أم التفصيل . حفظ
الشيخ : واعلم أيها الأخ الكريم أن العلماء اختلفوا هل يغلِّب الإنسان جانب الرجاء أو جانب الخوف أو يستفصل في ذلك انتبه أنت الآن تسير إلى الله هل تغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف أو في ذلك تفصيل؟ نعم قال بعض أهل العلم رحمهم الله : ينبغي للإنسان أن يغلب جانب الخوف فيكون دائماً خائفا حتى لا يقع في المخالفات، وقال آخرون: بل يغلب جانب الرجاء حتى لا يقع في القنوط، في القنوط من رحمة الله بل يرجو الله سبحانه وتعالى وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : " ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً فأيهما غلب على الآخر هلك صاحبه " وقال بعضهم : " السير إلى الله كالطير في الهواء إذا تساوى الجناحان استقام طيره وإذا اختلفا اختل سيره " يعني إذا تساوى الخوف والرجاء استقام السير وإذا غلب أحدهما إيش؟ اختل السير لو كان أحد الجناحين مكسوراً ما طار على ما ينبغي وفصل آخرون فقالوا : ينبغي إذا فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء ، أن يغلب جانب الرجاء ويقول: إن الله لم يوفقني للعمل إلا سيوفقني للقبول ولهذا قال بعض السلف : " من ألهم الدعاء فليثق بالإجابة " يعني مَن دعا الله فليثق بالإجابة لأن الله قال : (( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم )) فيقول هذا القائل في جانب الطاعات يُغَلّب أكملوا يُغَلب جانب الرجاء وأن الله تعالى سيقبل العبادة ويثيبه عليها وإذا هم بالمعصية ففي جانب المعصية يُغلب الخوف لئلا يقدم على المعصية ، انتبه هذا تفصيل.
تفصيل آخر قال بعضهم : يغلب جانب الرجاء في المرض وجانب الخوف في الصحة لأن المريض قد أقبل على الآخرة إلا أن يشاء الله فيغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو يحسن الظن بالله ولهذا جاء في الحديث : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه فإن الله تعالى عند ظن عبده به ) فيقول: إذا كان الإنسان مريضاً فيغلب جانب أتموا الرجاء وإن كان صحيحاً فليغلب جانب الخوف حتى لا يكون في صحته مقدماً على ما لا ينبغي ولهذا قال الحكيم في نظمه :
" إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أيُّ مفسدة "
طيب.