السؤال الثاني: اذكر التوسل مع ذكر أقسامه وحكم كل قسم مع الدليل ؟. حفظ
السائل : السؤال الثاني: ما هو التوسل واذكر أقسامه وحكم كل قسم مع الدليل ؟
الشيخ : هذا طويل في الواقع أولاً ما هو التوسل من يعرف ؟ تبرك ، تبرؤ ، التقرب؟ لا، نعم استرح هذا قاصر، استرح
التوسل هو فعل ما يوصل إلى المقصود هذا التوسل فعل ما يوصل إلى المقصود هذا هو التوسل وهذا بالمعنى العام أما التوسل إلى الله عز وجل فهو التقرب إليه تبارك وتعالى بما يوصل إليه وإلى دار كرامته نعم ويش بعده ؟ أما حكمه فهو أقسام جائز وممنوع.
فالممنوع أن يتوسل إلى الله تبارك وتعالى بما لم يشرعه الله أن يتوسل إلى الله بما لم يشرعه الله عز وجل هذا ممنوع لأن الوسيلة لا بد أن تكون معلومة بالشرع وأما الجائز فهو التوسل إلى الله بما شرع
أقسامه : كذا في السؤال؟ ها نعم التوسل إلى الله تعالى بأسماءه عموماً هذا واحد
التوسل إلى الله تعالى بأسماءه الخاصة
التوسل إلى الله بصفاته عموماً
التوسل إلى الله تعالى بالصفة الخاصة
التوسل إلى الله تعالى بالإيمان
التوسل إلى الله تعالى بفعل الطاعة وترك المعصية
التوسل إلى الله بذكر حال المتوسل
التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى إجابته
كل هذه جائزة فمثلا إذا قلت اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي توسل بإيش؟ بأسماء الله الحسنى على العموم ومنه حديث ابن مسعود ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ) هذا توسل باسم خاص ولا بكل الأسماء ؟ بكل الأسماء التوسل بالاسم الخاص أن تتوسل إلى الله تعالى يما يتناسب مع مطلوبك فتقول يا غفور إيش؟ اغفر لي أو اللهم اغفر لي إنك أنت الغفور ، التوسل بالصفات عموماً أن تقول اللهم إني أسألك بأسماءك الحسنى وصفاتك العليا، والتوسل إلى الله بصفة خاصة أن تتوسل إلى الله تعالى بما يناسب مطلوبك مثل: ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيرا لي ) وكدعاء الاستخارة فإن الإنسان يقول في دعاء الاستخارة : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) طيب ويش بقي؟ التوسل بالإيمان بالإيمان بالله عز وجل مثل قوله: (( رينا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان )) وهو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا )) فتوسلوا بالإيمان بالله إلى أن يغفر لهم الذنوب.
التوسل بالعمل الصالح وترك المعصية في قصة الثلاثة ثلاثة رجال آواهم الليل إلى غار فدخلوا في الغار أتعرفون الغار؟ إيش الغار الغار الجحر جحر الضب ولا جحر اليربوع ؟ الجحر ما يصلح
الطالب : ...
الشيخ : زين بارك الله فيك، هو ثقب في الجبل ويسمى المغارة، ( آواهم الليل إلى الغار ودخلوا في الغار فأرسل الله تعالى عليهم صخرة كبيرة سدت باب الغار وعجزوا أن يزحزحوها فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم أحدهما توسل بالبر والثاني توسل بالوفاء والثالث توسل بالعفاف، الذي توسل بالبر توسل إلى الله تعالى أنه بر بوالديه غاية البر فكان يسرح بغنمه وإذا جاء الليل عاد إلى أهله وحلب الغنم وأعطى أول من يعطي أبويه في يوم من الأيام نأى به طلب الشجر يعني المرعى فأبعد وتأخر فلما رجع وجد والديه قد ناما وأولاده يتضاغون عنده يطلبون الشراب اللبن ولكنه أبى أن يعطي أولاده حتى يسقي والديه ومنعه البر أن يقيم والديه من النوم فلما طلع الفجر استيقظ الوالدان فأعطاهما غبوقهما ثم أسقى أولاده ) هذا غاية البر أليس كذلك؟ ( توسل إلى الله بهذا فانفرجت الصخرة قليلا أما الثاني فتوسل بالوفاء استأجر أجراء وبقي لأحدهم أجرته عنده ثم جاء الرجل يطلب أجرته فقال لك كل ما ترى من إبل وغنم وغيرها قال : اتق الله ولا تستهزئ بي كل هذه أجرة قال لا أستهزئ فإذا هو قد نمى أجرته حتى صارت هذا المال الكثير يقول اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة لكنهم لا يستطيعون الخروج الثالث: توسل بغاية العفاف كان له بنت عم يحبها حباً شديداً وراودها عن نفسها وأبت وفي سنة من السنوات أحوجتها الدنيا فجاءت إليه تطلبه فأبى إلا أن تمكنه من نفسها فأبت ولكن الحاجة ألحت فجاءت إليه ومكنته من نفسها للضرورة فلما جلس منها ما يجلس الرجل من امرأته قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه )كلمة عظيمة فتركها تركها لا زهداً بها وهي من أحب الناس إليه لكن خوفا من الله عز وجل ( قال اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة حتى خرجوا ) الله أكبر من الذي زحزحها الله الذي أرسلها فتبين بهذا أن الإنسان يجوز أن يتوسل بإيش؟ بالعمل الصالح، بقي؟
التوسل بحال السائل ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام : (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) توسل إلى الله بذكر حاله وأنه فقير إلى ربه فيسر الله له الأمر
الخامس : التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ومن ذلك قصة الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : ( يا رسول الله ادع الله أن يغيثنا فقد انقطعت السبل فدعا فأغيثوا ) هذا توسل بإيش؟ بطلب الدعاء ممن ترجى إجابته
ولكن هل الأفضل للإنسان أن يطلب الدعاء من غيره ؟ الجواب : إن كان للمصلحة العامة فنعم لو جاء للشخص الذي ترجى إجابته فقال الناس في فتن ادع الله أن يرفع عنهم هذه الفتن فهذا طيب ولا بأس به أو قال الناس في قحط شديد والأمطار تأخرت والأرض أجدبت فادع الله هذا طيب لكن أن يطلب الدعاء لنفسه خاصة فهذا لا ينبغي ولكنه ليس حراماً لكن لا ينبغي لما فيه من إذلال السائل، لأنك إذا قلت ادع الله لي فهذا نوع من المسألة ففيه شيء من الإذلال وفيه أيضاً أن المطلوب منه الدعاء قد إيش؟ قد يغتر بنفسه ويتعاظم وينتفخ حتى يكون أكبر من حاله أربع مرات لأنه صار ملاذاً للناس يسألونه أن يدعو له وهذا قطع لظهره في الواقع ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يمدح آخر قال : ( ويلك أو قال : ويحك قطعت عنق صاحبك ) لأن هذا يؤدي إلى الغرور ومنها أن الإنسان إذا اعتمد على غيره في الدعاء تكاسل هو عن دعاء ربه وقال الحمد لله أنا وصيت فلان يدعو لي وفلان أقرب إلى الإجابة مني ومنها أنه يفوته عبادة من أجلّ العبادات وهي الدعاء فإن الدعاء من العبادة قال الله تعالى : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) نعم.