تفسير أوائل سورة الواقعة قوله تعالى:" إذا وقعت الواقعة - إلى قوله - ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ". حفظ
الشيخ : ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فهذا اليوم هو الثامن والعشرون من شهر رمضان عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف وفي صباحه استمعنا إلى قراءة إمامنا في صلاة الفجر ما تيسر من سورة الواقعة وهذه السورة سورة عظيمة افتتحها الله عز وجل بذكر أحوال الناس يوم القيامة فقال : (( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا * وكنتم أزواجاً ثلاثة )) أزواجاً يعني أصنافاً لأن الزوج يراد به الصنف كما في قوله تعالى : (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم )) أي أصنافهم وقال تعالى : (( وآخر من شكله أزواج )) أي أصناف فقوله : (( وكنتم أزواجا ثلاثة )) أي أصنافاً ثلاثة ثم فصل ذلك سبحانه وتعالى فقال : (( فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ )) هذان الصنفان (( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )) هذا هو القسم الثالث أخر ذكره ولكنه قدم بيان ثوابه فقال : (( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ )) السابقون السابقون أي السابقون إلى فعل الخيرات هم السابقون إلى أعلى الدرجات أولئك المقربون أي إلى الله في جنات النعيم (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) والصحيح أن المراد بقوله (( ثلة من الأولين )) أي من أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( وقليل من الآخرين )) أي من آخر هذه الأمة.