تفسير قوله تعالى:" فأما إن كان من المقربين - إلى قوله - فسبح باسم ربك العظيم ". حفظ
الشيخ : ثم قسم الناس إلى ثلاثة : قال : (( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ )) من المقربون في الأصناف الثلاثة التي في أول السورة ؟ السابقون إن كان من المقربين فروح أي فله روح وريحان وجنة نعيم روح بمعنى الراحة والريحان بالرائحة الطيبة وجنة نعيم لأنه يبشر بها (( وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ )) وهم الذين ذُكروا في أول السورة بلفظ إيش ؟ الميمنة أصحاب الميمنة (( وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ )) يعني أنه يخرج سالماً من الآثام والعقوبة لكنه ليس كالمقربين الذين لهم الروح والريحان وجنة النعيم (( وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ )) وهذا هو الصنف الثالث وهو المذكور في أول السورة بقوله : (( أصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة )) (( فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ )) أي فله نزل من حميم والنزل هو ما يقدّم للضيف عند قدومه أي أن نزله يكون من الحميم أي الماء الحار والعياذ بالله (( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ )) وهي النار يصلى بها (( إن هذا )) المشار إليه ما ذكر من انقسام الناس عند حضور الأجل إلى هذه الأقسام الثلاثة (( إن هذا لهو حق اليقين * فسبح باسم ربك العظيم )) فسبح أي قل سبحان الله باسم ربك أي سبحان ربي العظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية : ( اجعلوها في ركوعكم ) هذه السورة سورة عظيمة ينبغي للإنسان أن يتأملها ويتدبرها ويعرف ما تشتمل عليه من المعاني الجليلة ويحذر من المخالفة حتى لا يكون من أصحاب الشمال وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة أما الآن