بيان أن نوحا عليه الصلاة والسلام أول الأنبياء وليس إدريس عليه الصلاة والسلام وأن آدم عليه الصلاة والسلام ليس هو أول رسول . حفظ
الشيخ : ولكن من أول الأنبياء من بني آدم ؟ أول الأنبياء من بني آدم هو نوح عليه الصلاة والسلام وأما ما زعمه بعض المؤرخين من أن إدريس قبل نوح وإدريس رسول فإن هذا ليس بصحيح بل هو باطل بدلالة الكتاب والسنة أما الكتاب فقال الله تعالى : (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح )) ايش؟ (( والنبيين من بعده )) وقال الله تعالى : (( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة )) ولو قلنا إن إدريس قبل نوح لم يكن من ذرية نوح ولا من ذرية إبراهيم وبهذا نعرف أن المؤرخين في هذه الأمور لا يُرجع إلى أقوالهم إذا خالفت ما دل عليه الكتاب والسنة .
وكذلك من زعم أن آدم رسول فإنه مخالف للكتاب والسنة لأن أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض هو نوح لقول الله تعالى : (( كان الناس أمة واحدة )) يعني لم يختلفوا كلهم يدينون لله (( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )) وقد قرأ بعض السلف : (( كان الناسُ أمةً واحدة فاختلفوا فبعث الله )) وهذه القراءة ليست من القراءات السبع لكن معناها صحيح ويدل على صحته قوله: (( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )) فدل هذا على أن سبب إرسال الرسل اختلاف الناس فيما بينهم حتى أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، إن الله اصطفى آدم ونوحاً، ذكرت لكم أن الكتاب والسنة كلاهما دل على أن نوحاً أول الرسل وأن إدريس من بعده وليس من قبله فأما القرآن فسمعتموه وأما السنة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ( أن الخلق حشروا يوم القيامة لحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ) ومقدار اليوم كم ؟ خمسون ألف سنة ( والشمس تدنو منهم حتى تكون بمقدار ميل ويلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيطلبون من يشفع لهم فيلهمون إلى أن يأتوا -من؟ - آدم فيأتون إليه ويطلبون منه الشفاعة ويذكرون من مناقبه وفضائله ولكنه يعتذر ) يعتذر بعذر مذكور في القرآن وهو أن الله نهاه عن الأكل من الشجرة فأكل منها فكأنه يقول أنا أستحي من الله أن أشفع إليه في عباده وأنا قد جرى مني ما جرى وفي اعتذار آدم عن الشفاعة بأكله من الشجرة دليل على بطلان القصة المعروفة .