بيان أن ألبان الإبل لا تنقض الوضوء بخلاف أكل لحمها فإنه ينقض الوضوء مع الأدلة على ذلك . حفظ
الشيخ : فإذا قال قائل هل ألبان الإبل تنقض الوضوء كلحمها ؟ فالجواب لا، لا تنقض الوضوء، لأنها لو كانت تنقض الوضوء لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء القوم ولقال لهم إذا شربتم من أبوالها وألبانها فتوضؤوا فلما سكت عُلم أن الوضوء من ألبان الإبل ليس بواجب ولكنه سنة لأن الإمام أحمد رحمه الله روى في * مسنده * الأمر بالوضوء من ألبان الإبل لكنه على سبيل الاستحباب أما أكل لحمها أي لحم الإبل فإنه ينقض الوضوء ودليل ذلك ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ) ووجه الدلالة من الحديث على الوجوب أنه جعل الوضوء من أكل لحم الغنم راجعاً إلى مشيئة الآكل وأما الأكل من لحم الإبل فلم يجعله راجعاً إلى مشيئته وهذا هو الوجوب ولهذا كان القول الراجح في هذه المسألة أن أكل لحم الإبل ناقض للضوء سواء كان مطبوخاً أو نياً وسواء كان كبداً أو رئة أو قلبا أو كرشا أو أمعاء أو لحما أحمر أو غير ذلك.