التحذير من الدش والقنوات الفضائية والوعيد لمن غش رعيته. حفظ
الشيخ : ولهذا نحن في هذا المكان وفي ليلة الجمعة المباركة وأمام بيت الله الحرام احذر غاية التحذير من شرور الدشوش ذوات القنوات الفضائية لأن هذه الدشوش فيها من المفاسد العظيمة في الأخلاق في العقيدة في الأفكار ما لا يعلمه إلا الله عز وجل والذين يشاهدون هذه الدشوش يذكرون لنا والعياذ بالله من الفضائح ما لا يصبر عليه أحد من المؤمنين والحقيقة أن الواجب على المرء الذي يتقي الله عز وجل ويخاف من سوء الخاتمة الواجب عليه أن يكسر ما عنده من هذه الدشوش تكسيرا لماذا؟ لما فيه من الشر والفساد وقد قال أهل العلم أنه يجب تكسير آلات اللهو. فنقول أنت الآن عندك هذا البلاء الذي لا يشاهد فيه إلا ما يبثه أعداؤك وأعداء الله ورسوله فعليك أن تكسره.
فإذا قال : أنا اشتريته كم ؟ كم يا إخواني قد نتهم الذي يخبرنا بقيمته نتهمه أن عنده دش والظاهر أنكم أحجمتم من أجل هذا أقول اشتراه بألفين أو ثلاثة آلاف تقريبا ما أدري يقول كيف أضيع هذا المال؟
نقول أنك ستضيعه في ذات الله عز وجل ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وقد قال المفسرون قال المفسرون في قول الله تبارك وتعالى في قصة سليمان : (( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ )) العشي آخر النهار الصافنات الجياد الخيل الصافنة الجيدة لأنه يحب الجهاد في سبيل الله سليمان يحب الجهاد في سبيل الله كغيره من الرسل عرضت عليه فجعل يعجب بها (( حتى توارت بالحجاب )) توارت يعني الشمس فغطت بالحجاب أي بالأرض والمعنى غابت فألهته عن ايش؟ عن ايش؟ عن صلاة العصر. فقال (( ردوها علي )) فردوها عليه فجعل يضربها في سوقها وفي أعناقها انتقاما من انتقاما من نفسه بنفسه حيث ألهته عن ذكر الله (( قَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ )) أتلفها وهي خيل صافنات جياد انتقاما - أتم - من نفسه بنفسه وغضبا لله عز وجل.
وها هو نبيكم وإمامكم عليه الصلاة والسلام أهدى إليه رجل يقال له أبو جهم أهدى إليه خميصة والخميصة كساء معلم يعني جيد وجميل فقام عليه الصلاة والسلام يصلي فنظر إلى أعلامه يعني إلى خطوطه نظر اليها نظرة واحدة فلما قضى صلاته قال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي ) فتركها النبي صلى الله عليه وسلم مع أنها، مع أنها كساء جميل تركها ليش؟ أجيبوا يا إخواني لأنها ألهته نظرة واحدة ألهته عن صلاته فقال : ( اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيته ) والأنبجانية كساء غليظ ليس فيه أعلام.
وهنا سؤال : لماذا طلب من أبي جهم الإنبجانية ؟ جبرا لخاطره لأنه لو رد عليه ما أهدى إليه من الخميصة ولم يطلب هذا صار في خاطره شيء فإذا قال ائتوني بأنبجانية أبي جهم زال ما في خاطره. على كل حال النبي صلى الله عليه وسلم ترك هذا اللباس الجميل لماذا؟ لأنها ألهته عن صلاته حيث نظر إليها نظرة فأقول لإخواننا الذين عندهم هذه الدشوش إذا كسروها لله عز وجل فليبشروا بالخير وليبشروا بالخلف العاجل وليبشروا بقوة الإيمان فإنهم سيذوقون حلاوة الإيمان ثم إنهم يسلمون من شرور عظيمة هل الواحد يملك أن لا يكون أولاده وأهله يشاهدون إلا ما فيه إلا الذي ليس فيه مضرة لا يملك هذا؟ ثم هو سيموت ويغادر أو يعمر؟ نعم سيموت وإذا مات وقد ترك عندهم هذا الدش باختياره وهو يشاهد ما يشاهدونه فيه من الشر والبلاء فإني أسألكم الآن هل هذا الرجل استرعاه الله على أهله ؟ أجيبوا يا جماعة. نعم الدليل؟ الدليل من القرآن والسنة قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا )). ولم يأمنا الله عز وجل أن نقي أهلينا نارا إلا لمنعنهم مما يكون سببا لدخول النار إذن فنحن رعاة عليهم بأمر الله عز وجل.
أما السنة : فاسمع قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ) هذه مرتبة.
المرتبة الثانية : هل الرجل الذي يشاهد أهله يشاهدون هذه المنكرات العظيمة المفسدة للعقيدة والأخلاق والمجتمع هل الرجل الذي يشاهدهم وهو قادر على أن يمنعهم من ذلك بإزالة هذه الآلة الخبيثة عنهم هل هو ناصح أو غاش ؟ يا إخوان ناصح وإلا غاش ؟ غاش طيب إذا كان غاشا فلننظر هل ينطبق عليه الحديث الصحيح : ( ما من عبد استرعاه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ) هل ينطبق عليه الحديث هذا أو لا؟ أجيبوا يا إخوان ينطبق ولكن اسمعوا لا تظنوا أن النصوص التي ترد في الوعيد أو في الوعد على وجه العموم لا تظن أنها تنطبق على كل شخص بعينه ما تنطبق على كل شخص بعينه.
فهمتم ليش؟ لأن هذه العمومات سواء كانت وعيدا أو وعدا هي عمومات لكن قد لا تثبت لكل واحد قد لا تثبت لكل واحد قد يكون هناك موانع تمنع من وجود الوعيد أو هناك حسنات كثيرة أو هناك عفو الله فيما دون الشرك.
ولهذا لا يجوز مثلا إذا علمنا فلانا مات وقد وضع الدش عند أهله لا يجوز أن نقول هذا الرجل حرم الله عليه الجنة لماذا ؟ لأنه يفرق بين التعميم والتعيين، التعيين لابد من نص على الشخص بعينه.
والتعميم للعموم طيب نحن نقول الجنة أعدت لمن؟ للمتقين وأهلها هم المؤمنون هل إذا رأينا رجلا مؤمنا متقيا لله هل نقول هذا من أهل الجنة؟ لا ما نقول من أهل الجنة لكن نقول نرجو أن يكون من أهل الجنة ولا نعينه ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال هم سواء ) هل إذا رأينا أحدا يأكل الربا نقول هذا ملعون؟
أجيبوا لا لا يا أخي ليش؟ لأن هذا وعيد عام ولا نحكم باللعنة على شخص بعينه لأن الله قد يهديه فتنتفي عنه اللعنة لاحظ الفرق ولهذا قال العلماء في عقائدهم : " لا نشهد لأحد بالجنة أو بالنار بعينه إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كذا ". طيب.
مثلا أبو بكر رضي الله عنه هل نشهد أنه من الجنة؟ نشهد لأن الرسول عليه الصلاة والسلام شهد له.
عمر نشهد له بالجنة.
عثمان نشهد له بالجنة.
علي نشهد له بالجنة.
عكاشة بن محصن نشهد له بالجنة.
ثابت بن قيس بن شماس نشهد له بالجنة.
سعد بن معاذ نشهد له بالجنة.
بلال بن رباح نشهد له بالجنة.
كل من عينه الرسول نشهد له بالجنة.
أهل بدر نشهد أن الله تعالى قال لهم على سبيل العموم : ( اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم ).
أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم. (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ) هؤلاء نشهد لهم كما شهد الرسول عليه الصلاة والسلام أما العموم فنشهد أيضا بأن كل مؤمن في الجنة وكل كافر في النار لكن بعينه لا، طيب نرجع إلى أن الإنسان يجب عليه إذا كان عنده شيء من هذه الدشوش التي تبث هذه الأشياء الخبيثة يجب عليه ايش ؟ ايش ؟ أن يكسرها طيب إذا قال أبيعها على أحد؟ لا يمكن؟ لماذا لا يبيعها؟ أقول لماذا؟ ها ها.
الطالب : ما فيها نفع له.
الشيخ : هو يقول ما أربح ارجعها برأس مالها؟ ها.
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ... .
الشيخ : أنت ملقن ملقن بارك الله فيك استرح من يعرف؟ تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : الدليل؟
الطالب : ... .
الشيخ : ( أن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ) تمام استرح نقول لا يجوز أن يبيعها لأن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ثم نقول أيضا إذا باعها فسوف يستعملها المشتري على وجه محرم غالبا وهذا وإذا باعها عليه كان من باب التعاون على الإثم والعدوان.
نسأل الله لنا ولكم الهداية ونسأل الله تعالى أن يكبت أعداءنا وأن يجعل كيدهم في نحورهم.
وأقول لكم إن الانسان إذا ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وجعل الله في قلبه حلاوة الإيمان.