ذكر أحوال الآخرة وما يكون فيها من عذاب ونعيم. حفظ
الشيخ : المهم أنه إذا القبور بعثرت الناس يخرجون منها (( كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر )) يقول الكافرون، والمؤمنون لا يقولون هذا لأنه يسير على المؤمنين لقوله تعالى (( على الكافرين )) إيش (( غير يسير )) يعني وعلى المؤمنين يسير ولله الحمد لأنهم تتلقاهم الملائكة ويعلمون أنهم آمنون وتعطى كتبهم بأيمانهم إذا أعطي الإنسان كتابه بيمينه أسأل الله أن يجعل كتابي وكتابكم بأيماننا إذا أعطي كتابه بيمينه أسألك الله فضلك يفرح ويسر ويقول هاؤم اقرؤوا كتابيه كما أن النتيجة التي يعطاها الطالب إذا كان ناجحا إيش يسر ويقول يا ناس شوفوا النتيجة ناجح جيد جدا ممتاز مقبول جيد المهم يفرح ويوريها الناس لكن إذا أعطي النتيجة وهو راسب يمزقها ما يريدها اسمع الصورة في الآخرة قريب من الصورة في الدنيا يقول الله عز وجل (( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه )) ظننت هنا يا أخ قم، قم يا رجال ظننت بمعنى إيش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : استرح بمعنى .
الطالب : ... .
الشيخ : بمعنى أيقنت، تمام، ليس الظن هنا بمعنى الشك والتردد ظننت أي أيقنت كما قال الله تعالى (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون )) لو كان الظن هنا بمعنى الشك لكان كفرا لكن الظن هنا بمعنى اليقين الدليل على أن الظن بمعنى اليقين اسمع القرآن (( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا )) إذا كانوا لم يجدوا عنها مصرفا هل سيواقعونها أو لا يقينا فتبين بهذا أن الظن في القرآن الكريم وفي اللغة العربية يأتي بمعنى اليقين إذا قوله تعالى (( إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه )) ستلاقى حسابك وتجازى عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولكني أبشر المؤمنين أبشر المؤمنين بأن كل ذنب دون الشرك والكفر يمكن أن يغفره الله لكن ما هو يقين يمكن الدليل قال الله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) لمن يشاء طيب هل تتيقن أنت أنك ممن شاء الله أن يغفر له ؟ لا، لا تتيقن لكن ارجُ الله عز وجل ارجُ الله عز وجل وحافظ على طاعة الله والله سبحانه وتعالى أكرم من عباده (( إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية )) قال العلماء : عيشة راضية أعظم من وأبلغ من مرضية أعظم من مرضية .
وقال بعض العلماء : راضية بمعنى مرضية وهؤلاء أهل المجاز الذين يقولون القرآن فيه مجاز فيكون مرضية هنا بمعنى راضية بمعنى مرضية سبحان الله، الله يقول راضية وأنا أقول مرضية ما يستقيم هذا اجعلها كما قال الله عز وجل راضية ومعلوم أن الإنسان قد يرضى شيئا والشيء الآخر غير راضٍ عليه أليس كذلك
الطالب : ... .
الشيخ : والله ما أدري الجواب بارد شوي .
السائل : بلى .
الشيخ : معلوم أن الإنسان قد يرضى شيئا والمرضي عنه غير راضي أليس كذلك طيب أضرب مثلا إنسان له زوجة راضٍ عنها تمام الرضا لكن هي غير راضية ما تريده ألا يوجد هذا طيب إذا عيشة راضية أبلغ من عيشة مرضية وإذا كانت عيشة راضية أبلغ من عيشة مرضية يجب أن نأخذ بظاهر القرآن ونقول نفس العيشة راضية وإذا كانت راضية فمعلوم أنها سوف ترضي من عاش فيها أو صاحبها نعم طيب (( فهو في عيشة راضية في جنة عالية )) رفيعة الجنة هي أعلى شيء سقفها عرش الرب جل جلاله الله أكبر النار في أسفل السافلين النار في أسفل السافلين الجنة في أعلى عليين ولهذا قال (( في جنة عالية قطوفها دانية )) القطوف من يعرفها ؟ الأخ أقول قم
الطالب : ... .
الشيخ : ما تدري ألست فلاحا لست فلاحا الفلاح يقول اذهب أقطف العنب ما سمعت بهذا طيب استرح القطوف الثمار القطوف الثمار يعني أن ثمارها دانية لا تحتاج إلى تعب إذا كان عندك نخلة وأردت أن تأخذ الرطب اللي فيها إيش تعمل نعم إيش تعمل ؟ إيش تعمل يا أخي ؟ عندك نخلة تسلقها وربما تسلقها وتسقط أليس كذلك فأنت في تعب قلبي وبدني استرح لكن في الجنة القطوف دانية قال العلماء : إن الرجل إذا نظر إلى الثمرة وهو يشتهيها دنت منه هي نفسها تدنو ما يحتاج إنك تتسلق أو ولا تقوم من السرير هي تدنو منك اللهم اجعلنا ممن يقطفها إنك على شيء قدير شيء عجيب (( قطوفها دانية )) ثم ماذا (( كلوا واشربوا )) أمر إباحة وأمر امتنان كلوا واشربوا كلوا من هذا النعيم اشربوا من هذه الأنهار وأنهار الجنة أنواعها هاه كم ؟ خمسة أصابعي خمسة لكن أنهار الجنة ما هي خمسة كم هي ؟ أربعة (( فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن )) ؟
الطالب : ... .
الشيخ : (( وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى )) أنهار يا إخواني أنهار هذه أنهار على اسمها ويقول ابن القيم رحمه الله في النونية :
" أنهارها في غير أخدود جرت *** "
" في غير أخدود جرت ***سبحان ممسكها عن الفيضان "
الأنهار في الدنيا لابد لها من إخدود تمنعها ولا تنتشر النهر يمين ويسار لكن في الجنة ما في إخدود ما في إخدود تحتها ولا حفر أنهار تمشي " أنهارها في غير أخدود جرت " أكمل " سبحان ممسكها عن الفيضان " إي والله سبحانه جل وعلا ثم يقولون النهر يتجه كما شئت ما يحتاج تجيب عمال ولا معامل ولا شيء يتجه كما شئت يعني لا يمكن أن يتصور نعيم الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولهذا إذا مات الميت وقد بشر بالجنة عند الموت جعلني الله وإياكم منهم تقول روحه قدموني قدموني يعني امشوا بي إلى إيه إلى النعيم الذي هو خير من الدنيا وما فيها .