بيان أثر القرآن الكريم في المسلمين الأوائل . حفظ
الشيخ : كذلك آثار القرآن يا إخواني آثار القرآن. آثار القرآن ربما لا نتصورها الآن لأننا لم ندركها. فتح المسلمون به مشارق الأرض ومغاربها. فتحوا به مشارق الأرض ومغاربها لأنهم يجاهدون بالقرآن وللقرآن. كان الناس في خوف وفي جوع وماذا صار؟ صاروا في أشد الأمن وفي أشد الشبع نعم. تاج كسرى يؤتى به من المدائن من وراء النهر إلى المدينة. انتبه يا أخي حتى تقيس حال المسلمين اليوم بحالهم بالأمس. يؤتى بتاج كسرى مرصعا بالذهب واللآلئ والجواهر لا تحمله البعير الواحدة وإنما يحمله بعيران ربطوا بعضهما إلى بعض وجعلوا التاج فوقهما وأتوا به من المدائن إلى إلى ايش؟ إلى المدينة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لأنهم يجاهدون بالله ويجاهدون لله ويجاهدون في الله ، ثلاثة أشياء.
يجاهدون بالله يعني يستعينون بالله عز وجل ما هم معجبين بأنفسهم.
الثاني : يجاهدون لله إخلاصا ما قصدهم الحمية ما هم بيقاتلون علشان العروبة علشان القومية. يقاتلون من أجل دين الله عز وجل. يقاتلون لله. الثالث : يقاتلون في ايش؟ في الله أي في شريعة الله فلا يقدمون على القتال إلا حيث استعدوا للقتال. وإذا أقدموا على القتال بدون استعداد فالهزيمة لأن الله قال : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) والشاعر الجاهلي يقول :
" أخاك أخاك إن من لا أخا له *** كساع إلى الهيجة بغير سلاح ".
كيف يمكن لإنسان يقول أقاتل وأنا ما عندي سلاح ما هو صحيح هذا. هذا تفريط وإفراط في الإقدام طيب.
أقول : إن آثار القرآن بلغت إلى هذا الحد فتح به مشارق الأرض ومغاربها.كنت أتحدث عن إيش ؟ عن تاج كسرى يا جماعة. جيء به من المدائن بعد أن فتحها المسلمون إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة. فتعجب عمر. تعجب عمر رضي الله عنه كيف يؤتى بهذا التاج من أقصى الشرق إلى المدينة لم يًفقد منه خرزة واحدة. ما أدري والله لو استولينا عليه نحن ايش؟ كل واحد يأخذ خرزة. نعم يروح لكن أدوه إلى عمر قال إن قوما أدوا هذا يقول عمر : ( إن قوما أدوا هذا لأمناء ) أمناء. قالوا يا أمير المؤمنين إنهم أمناء لأنك أمين. ولو أنك رتعت ايش ؟ لرتعوا. لكنه ما يرتع ، حتى إنه رضي الله عنه - يا إخوان - عليه ثوب مرقع. الخليفة عليه ثوب مرقع. إذا أراد أن ينام وين يروح ؟ ينام في المسجد يضع له كومة يجعلها وسادة.
ولهذا فيما يذكر التاريخ أن رجلا يهوديا في الشام احتاج معاوية رضي الله عنه إلى أن يجعل بيته بيت اليهودي تبعا لبيت المال يوسع فيه بيت المال. فأبى اليهودي قال لا يمكن هذا بيتي ولا أبيعه ولا بكل الشام. قال بعه قال لا ما أبيعه. فرأى معاوية رضي الله عنه أنه إذا كان المسلمون محتاجين إلى هذا البيت وسيعطيه قيمته أكثر بكثير قال نحن والله لا بد لا بد أن نأخذ البيت وهذه قيمته بأضعاف مضاعفة متى شئت خذها. اليهودي ما هو براضي بهذا. فاستشار بعض أصحابه قال له اذهب إلى عمر في المدينة. اذهب إلى عمر في المدينة. فذهب إلى المدينة منين ؟ من أين ذهب ؟ من الشام. دخل المدينة يسأل وين أمير المؤمنين وين عمر ؟ دلوه عليه. وإذا رجل عليه ثوب مرقع قد نام في المسجد وزبَّر له حصباء تكون وسادة له. فتعجب اليهودي لأن معاوية رضي الله عنه في الشام كان أميرا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ولكنه في ذلك المكان يعني يحتاج الأمير إلى أن يكون له نوع من الأبهة والقصر الفخم لأجل أن يهابه الناس. طيب وين عمر؟ قال في المسجد راح المسجد وجد الرجل هذا. وكلمه في الموضوع. كتب عمر رضي الله عنه. قيل إنه كتب بعظم وقيل كتب بحصاة إلى معاوية : ( أنصف أنصف اليهودي فليس كسرى بأعدل منا ). جزاك الله خيرا. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.