تفسير قوله تعالى :" فلا أقسم بما تبصرون ، وما لا تبصرون " . حفظ
الشيخ : في صباح هذا اليوم استمعنا إلى قراءة إمامنا سورة الحاقة وفي آخرها قول الله عز وجل : (( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن )) كمل يا رجل .
الطالب : (( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )).
الشيخ : (( فما منكم )).
الطالب : (( فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )).
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك. قال الله تعالى : (( فلا أقسم بما تبصرون )) القسم تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. أعيدها للمرة الثالثة حتى أنظر من حفظها منكم. تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. أعدها قم ها إيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا. لا. اجلس اجلس وانتبه. اليسرى ما تقبل يا رجل. خذ باليمين وأعط باليمين تعبان معذور نعم
الطالب : تأكيد الشيء.
الشيخ : معظم.
الطالب : بذكر معظم بصيغة مخصوصة.
الشيخ : بارك الله فيك. هذا هو القسم. وحروفه ثلاثة : الباء والتاء والواو. وأمثلة ذلك معلومة سبق بيانها. واعلم أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقسم في ثلاثة مواضع من القرآن. أمره الله أن يقسم على شيء في ثلاثة مواضع من القرآن :
الموضع الأول : قول الله تعالى : (( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق )).
الموضع الثاني : قول الله تبارك وتعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا )) بعدها؟ (( قل بلى وربي لتبعثن )).
الموضع الثالث : قوله تعالى : (( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم )). لأن هذه الأمور مهمة جدا فأمر الله نبينه أن يقسم عليها.
فإذا قال قائل : أليس خبر الله جل وعلا مقبولا سواء أقسم الله أم لم يقسم؟
فالجواب : بلى لكن القرآن الكريم نزل باللغة العربية. واللغة العربية فيه التأكيدات بالقسم وغير القسم. وإذا كان القرآن نازلا باللغة العربية فإن المواطن المهمة لا بأس بالإقسام عليها حتى تزول الشبهة ويحصل اليقين. (( فلا أقسم )) الفاعل من ؟ (( فلا أقسم بما تبصرون )) من الفاعل ؟ الله عز وجل.
فلو قال قائل : لا نافية (( لا أقسم )) فكيف تقولون إن هذا قسم ؟
فالجواب : أن لا هنا للتوكيد وليست نافية فيكون هذا توكيدا على توكيد. (( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون )) هذا من أعم الأقسام لأن الأشياء إما أن نبصرها وإما أن لا نبصرها ما فيه ثالث. فكأن الله أقسم بكل شيء (( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون )) على أي شيء قسم ؟ استمع الجواب.