الإيمان بأن الإنسان يعذب في قبره أو ينعم وهذا أمر غيبي مع ذكر نظائره . حفظ
الشيخ : بقي أن يقال لو أننا كشفنا عن هذا الرجل الميت لن نجد شيئا نجد أنه على حاله بالأمس. كيف يكون العذاب؟
نقول : أولا : يجب أن تؤمن بالغيب فإن لم تؤمن إلا بالمشاهد فلست بمؤمن لأن الله امتدح الذين يؤمنون بايش؟ بالغيب. هذا أمر مُغَيَّب ما هو أمر مشاهد. لو كان أمرا مشاهدا لم يكن للإيمان به فائدة إطلاقا. أرأيتم لو قلت هذه نجفة فوقنا تؤمنون بهذا وإلا لا؟ ارفع رأسك هذه نجفة تؤمن بهذا ولا ما تؤمن ؟ يا جماعة سبحان الله أنا أومن بهذا أن هذه نجفة. نعم لا ما هي هذه اللي فوق لنجعلها مروحة هذه مروحة. تؤمنون بهذا ولا ما تؤمنون ؟ طيب. هل تمدحون على هذا الإيمان ؟ ها. ما يحتاج ما تمدحون عليه. المدح على الإيمان بالغيب يا جماعة. ما هو على المشاهد. لو قالك واحد السماء فوقنا تؤمن ولا ما تؤمن ؟ ها. ويثنى عليك بهذا الإيمان ؟ لا. طيب إذا نقول عذاب القبر أمر غيبي ما نعلمه. ولو كان أمرا حسيا معلوما لم يكن للإيمان به فائدة. ثم نقول قال النبي صلى الله عليه وسلم للجن الذين وفدوا عليه وآمنوا به قال لهم : ( لكم كل عظم ذُكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما ) مفهوم الكلام ولا غير مفهوم؟ العظم إذا أكلت أنت أيها الإنسي أكلت اللحمة ولم يبق إلا العظم ورميت به الجن المؤمنون يجدونه أوفر ما يكون لحما كله لحم. طيب أنت تشاهد هذا ولا ما تشاهد ؟ نعم ما تشاهده تشاهد العظم على ما هو عليه عظم. ولو وجدت فيه مزعة لحم لرددته ولم ترم به. لكنك لا تجد شيئا مع أن الجن يجدونه أوفر ما يكون لحما. ونحن لا نشاهد هذا اللحم. أفلا يمكن أن يكون هذا الرجل يعذب في قبره ويبقى جسمه كما هو؟ أجيبوا يا جماعة. نعم بل أنا غلطت وغلطتم أنتم. الصواب بلى. طيب. النائم يرى في منامه أشياء كثيرة وعلى حسب اعتلال الصحة تكثر الأحلام. أحيانا يرى أنه في وادي وأشجار ونخيل. نعم. فإذا قام وإذا المسألة حلم ما في شيء يتأسى لأنه يرى هذا البستان وهذا النعيم. وأحيانا يرى أن عدوا يلاحقه وهو نائم وهو فار هارب. وإذا استيقظ قال الحمد لله أنه حلم ما هو علم. أين هو في الأول وفي الثاني ؟ أين هو ؟ على فراشه غطاءه عليه لم يتحرك ومع ذلك يرى ما يرى. فأمور الروح أمور غريبة لا يمكن لهذا الجسد الثخين الكثيف أن يتصور ما يحصل لهذه الروح الخفيفة أبدا. إذا الواجب علينا دينا وعقيدة أن نؤمن بأن الإنسان يعذب في قبره أو ايش؟ أو ينعم. وهذا أمر غيبي أخبرنا عنه الصادق فيجب علينا قبوله.