تفسير قوله تعالى ( فالمقسمات أمرا ، إنما توعدون لصادق ) فيه فوائد : أن لله عز وجل أن يقسم بما شاء من خلقه . حفظ
الشيخ : طيب المقسمات أمرا من هم ؟ لماذا جمعهم جمعا مؤنث؟ لأنهم فئات كل موكل بما أراد الله عز وجل. (( إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع )) يعني أن الذي توعدونه من النعيم أو من العذاب لواقع. نعم لصادق. وإن الدين أي الجزاء لواقع. كل يجازى بعمله.
في هذه الآيات بحث أو بحوث :
أولا : كيف صح أن يقسم بالمخلوقات مع أن القسم بغير الله محرم بل شرك؟
والجواب الجواب عن هذا : أن نقول لله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه. ونحن لا نحكم على الله. بل الله يحكم عز وجل. فإذا حرم علينا أن نقسم بغيره فإنه لم يحرم على نفسه أن يقسم. ولو شاء لحرم على نفسه لأن الله قد يحرم على نفسه أشياء ويوجب على نفسه أشياء. (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )). هذا أوجب على نفسه الرحمة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي إن الله قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ). فهنا حرم على نفسه. فلله أن يوجب على نفسه ما شاء وأن يحرم على نفسه ما شاء. حرم على عباده أن يقسموا بغيره وأقسم هو تبارك وتعالى بما شاء من خلقه. ثم إننا نقول : ما أقسم الله به فإنه عظيم ، لأن القسم كما قال المفسرون له تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. فلا يقسم الله إلا بشيء عظيم. وهذا المخلوق الذي أقسم الله به إذا كان عظيما فهو دليل على ايش ؟ على عظمة الخالق. فعاد الأمر إلى أن الذي أقسم الله به وعظمه إنما هو من مخلوقات الله الدالة على عظمته طيب.