بيان الحكمة من معاتبة الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم . حفظ
الشيخ : ذكرنا في أثناء البحث أن الله سبحانه وتعالى إذا عاتب نبيه صلى الله عليه وعلى آله و سلم فإنه يعاتبه عتابا لطيفا لأن للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند ربه منزلة عظيمة جدا فوق منازل جميع البشر حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أنا سيد ولد آدم ). طيب نأخذ مثالا آخر غير الذي نحن فيه . قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ )). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بحسب ما يظهر من أحوالهم ويكل سرائرهم إلى من؟ إلى الله عز وجل فعفا عن قوم من المنافقين وهو لم يعلم أو من غير المنافقين ولكن اعتذروا بما لا عذر فيه . فقال الله له : (( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ )) سبحان الله ! قدم العفو قبل ايش ؟ قبل العتاب . وهذا غاية ما يكون من تعظيم الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم.
مثال ثالث : قال الله تعالى لنبيه : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة )). وجه ذلك يعني معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده عبد الله بن مكتوم أعمى جاءه أي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده من أشراف قريش . ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتجه إلى هؤلاء الأشراف رجاء أن يكون لهذا تأثير في إيمانهم . وعبد الله بن أم مكتوم رجل من أصحابه الخلص . فقال الله له : (( عبس وتولى )) من الذي عبس ؟ ولم يقل عبست وتوليت قال : (( عبس )) . ومعلوم أن ضمير الغائب وإن كان مرجعه معلوما ليس كضمير الخطاب. ضمير الخطاب أشد في اللوم قال : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) ثم قال : (( وما يدريك لعله يزكى )). فجاء بكاف الخطاب دون الأول لأن الأول فيه عتاب فجاء بضمير الغائب دون ضمير المخاطب - امش - لأنه أهون . فعلى كل حال لنبينا صلى الله عليه وعلى آله سلم عند الله تبارك وتعالى منزلة عظيمة . وإذا كان موسى وجيها عند الله وعيسى وجيها عند الله فالنبي صلى الله عليه وسلم أعظم جاها منهما هذا هو الواقع . (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )) (( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )) . فذكر الله الرسل وذكر النبيين أن بعضهم مفضل على بعض . وهذا أمر لا إشكال فيه . لكن هل يلزم من كون النبي صلى الله عليه وسلم وجيها عند الله هل يلزم من ذلك أن نتوسل إلى الله بجاه الرسول ؟ لا لأن جاه الرسول منزلة للرسول ليس لنا فيه مصلحة . المصلحة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم . مصلحتنا نحن بإيش ؟ بالإيمان بالرسول ، بمحبة الرسول ، باتباع الرسول. أما جاه الرسول فهو للرسول عليه الصلاة والسلام منزلة له . فلا نقول أسأل بحاه نبيك كذا وكذا حرام . قل أسألك بالإيمان بنبيك أسألك بمحبة نبيك ، لأن هذا ينفعك والتوسل بما لا نفع فيه لغو لا فائدة فيه . انتهى الوقت ؟ طيب.
مثال ثالث : قال الله تعالى لنبيه : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة )). وجه ذلك يعني معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده عبد الله بن مكتوم أعمى جاءه أي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده من أشراف قريش . ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتجه إلى هؤلاء الأشراف رجاء أن يكون لهذا تأثير في إيمانهم . وعبد الله بن أم مكتوم رجل من أصحابه الخلص . فقال الله له : (( عبس وتولى )) من الذي عبس ؟ ولم يقل عبست وتوليت قال : (( عبس )) . ومعلوم أن ضمير الغائب وإن كان مرجعه معلوما ليس كضمير الخطاب. ضمير الخطاب أشد في اللوم قال : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) ثم قال : (( وما يدريك لعله يزكى )). فجاء بكاف الخطاب دون الأول لأن الأول فيه عتاب فجاء بضمير الغائب دون ضمير المخاطب - امش - لأنه أهون . فعلى كل حال لنبينا صلى الله عليه وعلى آله سلم عند الله تبارك وتعالى منزلة عظيمة . وإذا كان موسى وجيها عند الله وعيسى وجيها عند الله فالنبي صلى الله عليه وسلم أعظم جاها منهما هذا هو الواقع . (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )) (( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )) . فذكر الله الرسل وذكر النبيين أن بعضهم مفضل على بعض . وهذا أمر لا إشكال فيه . لكن هل يلزم من كون النبي صلى الله عليه وسلم وجيها عند الله هل يلزم من ذلك أن نتوسل إلى الله بجاه الرسول ؟ لا لأن جاه الرسول منزلة للرسول ليس لنا فيه مصلحة . المصلحة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم . مصلحتنا نحن بإيش ؟ بالإيمان بالرسول ، بمحبة الرسول ، باتباع الرسول. أما جاه الرسول فهو للرسول عليه الصلاة والسلام منزلة له . فلا نقول أسأل بحاه نبيك كذا وكذا حرام . قل أسألك بالإيمان بنبيك أسألك بمحبة نبيك ، لأن هذا ينفعك والتوسل بما لا نفع فيه لغو لا فائدة فيه . انتهى الوقت ؟ طيب.