تفسيرقوله تعالى :" وما نقموا منهم ألا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " إلى قوله "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " وتضمن الشرح ما يلي : حفظ
الشيخ : (( وما نقموا منهم )) اتل الآية . نعم أحسنت. استرح. (( وما نقموا منهم )) أي ما أنكروا عليهم إلا هذا (( أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )). وهل هذا ينكر أو يمدح ويحمد فاعله ؟ الأول وإلا الثاني ؟ الثاني. لكن الكافر لا يريد هذا يريد الكفر (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) العزيز : الغالب ، الحميد :المحمود لما له من كمال الصفات وكمال النعم والإكرام جل وعلا. (( الذي له ملك السماوات والأرض )) فما جرى على المؤمنين من العذاب فإنه داخل في ملكه وهو الذي قدره. ولكنه لحكمة عظيمة وغاية حميدة . (( والله على كل شيء شهيد )) أي أنه عز وجل شهيد على كل شيء في السماء أو الأرض قرب أو بعد. (( إنّ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) فتنوا المؤمنين قيل : معناه أحرقوهم. وقيل : معناه صدوهم عن الدين. وهذا أقرب كما قال عز وجل : (( و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله )). اسمع : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )). فانظر إلى هذا الكرم من الرب عز وجل يحرقون أولياءه بالنار ثم يعرض عليهم التوبة فيقول : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم )) يعني و إن تابوا؟ أجيبوا .وإن تابوا تاب الله عليهم.
هذا والله غاية الكرم أن يعذبوا أولياءه بهذا العذاب المنكر القبيح ثم يعرض عليهم التوبة ولكن الله ذو الفضل العظيم.
هذا والله غاية الكرم أن يعذبوا أولياءه بهذا العذاب المنكر القبيح ثم يعرض عليهم التوبة ولكن الله ذو الفضل العظيم.