ثانيا : هل هذا الذي وقع من الكفار في ذلك الزمان يشابه ما وقع في يومنا هذا من الروس قاتلهم الله على إخوننا في الشيشان . حفظ
الشيخ : البحث الثاني في هذه الآية في هذه الآيات : هل هذا الذي وقع من هؤلاء الكفرة يشابه ما وقع اليوم من الروس - قاتلهم الله وأذلهم - على إخواننا في الشيشان ؟ أجيبوا يا جماعة. نعم لأن هؤلاء الروس إنما قاموا بهذه الحرب على الشيشان ، لأنهم آمنوا بالله ولأنه دب فيهم التوحيد والمتابعة الصحيحة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهؤلاء الكفرة الروس وغيرهم من الكفار يعلمون أن المسلمين لو عادوا إلى دينهم الأول الذي عليه أسلافهم من الصحابة والتابعين لاكتسحوهم ، لأن الصحابة رضي الله عنهم فتحوا بإسلامهم وإيمانهم مشارق الأرض ومغاربها. واكتسحوا ملك الفرس وملك الروم . والفرس والروم في ذلك الوقت تشبهان الأمريكان والسوفيات دولتان عظيمتان. هؤلاء الروس خافوا إن دب الإسلام الصحيح في القوقاز أن يقضي عليهم. ولهذا سمعنا أن الغرب لما فتت الله الاتحاد السوفياتي قالوا الآن انتهينا من الشيوعية وزال خوفنا منها . لكن بقي علينا خوف من شيء أعظم منها ألا وهو الإسلام. وصدقوا في ما قالوا الإسلام الصحيح الذي عليه السلف الصالح والله ثم والله ثم والله لو أن الأمة الإسلامية طبقته لاكتسحت مشارق الأرض ومغاربها. أقول ذلك لأن الله قال : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ )) ايش؟ (( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )) ولقوله تعالى : (( ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )). لكن الأمة الإسلامية اليوم في حال يرثى لها : تفرق ، بدع ، تمرد على الحكام ، تسلط للحكام على الرعايا وهكذا. فلذلك حتى الآن لم يكتب لها النصر. صارت الحروب بينها وبين شرذمة من اليهود. كم مرة ؟ الحروب كم ؟ مرارا . وفي النهاية اكتسحت اليهود جزءا كبيرا من أراضي المسلمين . اليهود كانوا يقاتلون عن عقيدة وإن كانت عقيدة باطلة . لكن الذين كانوا يقاتلونهم يقاتلونهم بالعروبة والقومية .ولذلك لم ينجح ولو قاتلوا بالإسلام مع تطبيقه له عقيدة وقولا وعملا ايش؟ لانتصروا عليهم بالتأكيد لأن أذل عباد الله هم اليهود .كما قال الله عز وجل : (( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا )) أي في أي مكان كانوا فالذلة مضروبة عليهم (( إلا بحبل من الله وحبل من الناس )) الحبل من الله الإسلام إذا أسلموا صار لهم العزة. عبد الله بن سلام رضي الله عنه كان من اليهود من أحبار اليهود . ومع ذلك أسلم وحسن إسلامه (( وحبل من الناس )) يعني أن غيرهم إيش ؟ يقويهم ويكون معهم وإلا فهم أذلاء . واسمع إلى قول الله تعالى : (( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا )) ايش؟ (( إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ )). أما المقاتلة وجها لوجه لا. لكن الخطاب في قوله : (( لا يقاتلونكم )) للصحابة الذين قاموا بالإسلام حق القيام عقيدة وقولا وعملا. الآن هل هم لا يقاتلوننا إلا في قرى محصنة ؟ أجيبوا يا جماعة. لا. يقاتلوننا وجها لوجه ذلك لأن قناتنا ضعفت لضعف ديننا وتفرقنا وتمزقنا. أسأل الله تعالى أن يجمع كلمتنا على الحق ، وأن ينصرنا على أعداءنا ، وأن يجعلنا هداة مهتدين وصالحين مصلحين.