سابعا : بيان أحكام التيمم . حفظ
الشيخ : (( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا )) هكذا الآية؟ أنا الظاهر أني انتقلت إلى آية المائدة (( وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا )). إن كنتم مرضى وخفتم من استعمال الماء بالغسل أو بالوضوء فتيمموا. أي اقصدوا مكانا طيبا من الأرض أي طاهرا (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا )). وكذلك لو كان الإنسان مسافرا فإنه لا يلزمه أن يثقل نفسه بحمل الماء. وإذا حان وقت الصلاة فإنه يتيمم. والتيمم رافع للحدث يعني أنك إذا تيممت عن وضوء أو عن غسل فكما لو توضأت أو اغتسلت. وعلى هذا فلا يلزمك أن تتيمم لوقت كل صلاة. فلو تيممت لصلاة الفجر وبقيت على طهارتك إلى صلاة الظهر فلا حاجة أن تعيد التيمم. بل تصلي بالتيمم السابق. لماذا ؟ لأن التيمم مطهر رافع للحدث. ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ). وأما قول بعض أهل العلم رحمهم الله : " إن التيمم مبيح لا رافع وأنه يتقيد بالوقت " فهذا قول ضعيف والدليل على خلافه. فإذا تيممت فكما لو تطهرت بالماء سواء بسواء ، إلا إذا وجدت الماء وأنت متيمم لعدم الماء وجب عليك استعماله وهذا بالنص والإجماع.
أما النص : ففي حديث عمران بن حصين الطويل الذي رواه البخاري رحمه الله في قصة الرجل الذي وجده النبي صلى الله عليه وسلم معتزلا لم يصل مع الناس فقال : ( ما شأنك؟ ) لماذا ؟ ( قال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء ) يعني أصابته جنابة ولا ماء عنده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ). ايش الصعيد ؟ صعيد الأرض فإنه يكفيك. ثم إن الماء حضر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسقى الناس منه وارتووا وبقي بقية فقال للرجل الذي كان تيمم قال : ( خذ هذا فأفرغه على نفسك ). فأمره أن يغتسل مع أنه كان قد تيمم. لكن لما وجد الماء بطل التيمم. ومن أمثلة العامة " إذا حضر الماء - ايش؟ - بطل التيمم ". دليل آخر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( التيمم وَضوء المسلم ) أي طهوره ( وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته ). إذن التيمم يرفع الحدث. لكن إذا وجد الماء إيش ؟ بطل التيمم ووجب عليه استعمال الماء. وقوله : (( امسحوا بوجوهكم وأيديكم )). الوجه حده؟ الأخ.
الطالب : طولا من منابت الشعر إلى الذقن. عرضا من الأذن إلى الأذن.
الشيخ : أحسنت. عرضا من الأذن إلى الأذن. وطولا يقول المجيب من منابت الشعر إلى أسفل اللحية. طيب. منابت الشعر يختلف الناس فيه. بعض الناس يكون أصلع ما ينبت الشعر إلا من ورا . وبعض الناس يكون أقرع أي أن الشعر ينبت في جبهته. فبماذا نعتبر ؟ قال العلماء : " إنه يعتبر المعتاد الغالب ". لكنّ بعضهم حد الوجه بحد آخر. قال : " حد الوجه من منحنى الجبهة " ولم يتقيد بالشعر. وهذا أقرب لأنه منحنى الجبهة تزول المواجهة. والوجه مأخوذ من المواجهة. وعلى هذا فنقول في حد الوجه من منحنى الجبهة إلى أسفل اللحية طولا. ومن الأذن إلى الأذن عرضا.
وأما قوله تعالى : (( وأيديكم )) فالمراد بالأيدي الكف ، لأن اليد إذا أطلقت فهي الكف. انتبه لهذه القاعدة " اليد إذا أطلقت فهي الكف ". وإن قيدت بشيء تقيدت به ودليل هذا قوله عز وجل : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) والذي يقطع من السارق الكف. فيكون قوله تعالى : (( وأيديكم )) يعني أكفكم. ولا يصح أن يقاس على الوضوء الذي يكون إلى المرفق لاختلاف الحكم بين التيمم وطهارة الماء. ويدل على أن المراد باليد الكف حديث عمار بن ياسر. عمار بن ياسر رضي الله عنه أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأصابته جنابة. فماذا صنع ؟ صار يتمرغ بالتراب كما تتمرغ الدابة من أجل أن يعم التراب جميع بدنه قياسا على ايش؟ على الغسل. لكن هذا القياس غير صحيح. ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا وضرب الأرض بكفيه ومسح وجهه وكفيه ). والتيمم طهارة مخففة. ولذلك لا تكون إلا في موضعين من البدن : الوجه والكفين فقط. ويستوي فيها الحدث الأصغر والأكبر (( إن الله كان عفوا غفورا )) عفوا في التقصير غفورا في التفريط يعني قصدي في التجاوز. عفوا في مقابل ترك الواجب ، غفورا في مقابل فعل المحرم. فهو عز وجل شامل بفضله المذنب والمقصر. المقصر نقول إن الله إيش ؟ عفو. والمذنب نقول إن الله غفور . ولكن هل هذا حجة لمن ترك الواجب وإذا قيل له يا فلان أنت تركت الواجب لم تصل مع الجماعة اليوم ؟ قال : الله عفو غفور. كلام صحيح وإلا غير صحيح ؟ يا سبحان الله! اتقوا الله الرجل يقول : إن الله عفو غفور . تقول أنت غير صحيح؟ نعم ؟ أنا أقول إن الله عفو غفور. كيف تقول لا؟ نقول إن الله عفو غفور صحيح لكن استدلاله بهذه الآية على التفريط في الواجب وانتهاك المحرم ايش؟ غير صحيح. هذا هو اللي غير صحيح. أما أن الله عفو غفور فهذا لا إشكال فيه. لكن كون الإنسان يأخذ من هذه الآية التجرؤ على فعل المحرم والتهاون في فعل الواجب هذا لا يوافق عليه. وبالمناسبة أذكر قصة ذُكرت يقولون أن فيه رجل أتاه أعرابي فتعامل معه معاملة. وكأن هذا الرجل لم يعجبه فعل الأعرابي فقال الرجل صدق الله : (( الأعراب أشد كفرا ونفاقا )). من هم الأعراب ؟ البدو. (( أشد كفرا ونفاقا )). فقال الأعرابي لأن هذا معناها قدح في الأعرابي قال الأعرابي : صدق الله : (( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق )). نعم أجابه هذا صحيح وإلا غير صحيح؟ نعم صحيح (( من أهل المدينة مردوا على النفاق )) ، لأن معناه النفاق والجهل ما يكون إلا في البادية؟ يكون نفاق في البادية والحاضرة ، وكذلك الجهل. صحيح أن الأعراب أبعد عن العلم وأقرب إلى الجهل. المهم نعود إلى ما كنا نقرره ما هو ؟ (( إن الله كان عفوا غفورا )). لا يمكن أن يستدل بها المفرط لأن الله عفو غفور . لكن هل أنت أيها المفرط محل لهذا العفو أو لا؟ لا بد أن يعرف الإنسان أن النصوص المطلقة لها تقييدات معلومة من جهة أخرى. لعلنا نقتصر على ما قلنا في تفسير الآية وإلا فلها فوائد كثيرة. وفوائد القرآن وعجائب القرآن لا تنقضي كلما كرر الإنسان التأمل والتدبر في كتاب الله انفتح له من المعاني والأسرار والحكم ما لم يكن معلوما له من قبل. فعليك يا أخي المسلم بتدبر كلام الله عز وجل واستنباط الفوائد منه فإن ذلك مما يعينك على تعظيم القرآن وبيان أنه من لدن حكيم خبير ، وأن عجائبه لا تنقضي. نفعني الله وإياكم بكلامه وجعلنا وإياكم من أهل كلام الله عز وجل من الذين يتلونه حق تلاوته إنه على كل شيء قدير .
أين القارئ؟ وين القارئ؟ ما أخذت أمس؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني أمس متبرع؟ متبرع؟ طيب.
أما النص : ففي حديث عمران بن حصين الطويل الذي رواه البخاري رحمه الله في قصة الرجل الذي وجده النبي صلى الله عليه وسلم معتزلا لم يصل مع الناس فقال : ( ما شأنك؟ ) لماذا ؟ ( قال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء ) يعني أصابته جنابة ولا ماء عنده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ). ايش الصعيد ؟ صعيد الأرض فإنه يكفيك. ثم إن الماء حضر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسقى الناس منه وارتووا وبقي بقية فقال للرجل الذي كان تيمم قال : ( خذ هذا فأفرغه على نفسك ). فأمره أن يغتسل مع أنه كان قد تيمم. لكن لما وجد الماء بطل التيمم. ومن أمثلة العامة " إذا حضر الماء - ايش؟ - بطل التيمم ". دليل آخر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( التيمم وَضوء المسلم ) أي طهوره ( وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته ). إذن التيمم يرفع الحدث. لكن إذا وجد الماء إيش ؟ بطل التيمم ووجب عليه استعمال الماء. وقوله : (( امسحوا بوجوهكم وأيديكم )). الوجه حده؟ الأخ.
الطالب : طولا من منابت الشعر إلى الذقن. عرضا من الأذن إلى الأذن.
الشيخ : أحسنت. عرضا من الأذن إلى الأذن. وطولا يقول المجيب من منابت الشعر إلى أسفل اللحية. طيب. منابت الشعر يختلف الناس فيه. بعض الناس يكون أصلع ما ينبت الشعر إلا من ورا . وبعض الناس يكون أقرع أي أن الشعر ينبت في جبهته. فبماذا نعتبر ؟ قال العلماء : " إنه يعتبر المعتاد الغالب ". لكنّ بعضهم حد الوجه بحد آخر. قال : " حد الوجه من منحنى الجبهة " ولم يتقيد بالشعر. وهذا أقرب لأنه منحنى الجبهة تزول المواجهة. والوجه مأخوذ من المواجهة. وعلى هذا فنقول في حد الوجه من منحنى الجبهة إلى أسفل اللحية طولا. ومن الأذن إلى الأذن عرضا.
وأما قوله تعالى : (( وأيديكم )) فالمراد بالأيدي الكف ، لأن اليد إذا أطلقت فهي الكف. انتبه لهذه القاعدة " اليد إذا أطلقت فهي الكف ". وإن قيدت بشيء تقيدت به ودليل هذا قوله عز وجل : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) والذي يقطع من السارق الكف. فيكون قوله تعالى : (( وأيديكم )) يعني أكفكم. ولا يصح أن يقاس على الوضوء الذي يكون إلى المرفق لاختلاف الحكم بين التيمم وطهارة الماء. ويدل على أن المراد باليد الكف حديث عمار بن ياسر. عمار بن ياسر رضي الله عنه أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأصابته جنابة. فماذا صنع ؟ صار يتمرغ بالتراب كما تتمرغ الدابة من أجل أن يعم التراب جميع بدنه قياسا على ايش؟ على الغسل. لكن هذا القياس غير صحيح. ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا وضرب الأرض بكفيه ومسح وجهه وكفيه ). والتيمم طهارة مخففة. ولذلك لا تكون إلا في موضعين من البدن : الوجه والكفين فقط. ويستوي فيها الحدث الأصغر والأكبر (( إن الله كان عفوا غفورا )) عفوا في التقصير غفورا في التفريط يعني قصدي في التجاوز. عفوا في مقابل ترك الواجب ، غفورا في مقابل فعل المحرم. فهو عز وجل شامل بفضله المذنب والمقصر. المقصر نقول إن الله إيش ؟ عفو. والمذنب نقول إن الله غفور . ولكن هل هذا حجة لمن ترك الواجب وإذا قيل له يا فلان أنت تركت الواجب لم تصل مع الجماعة اليوم ؟ قال : الله عفو غفور. كلام صحيح وإلا غير صحيح ؟ يا سبحان الله! اتقوا الله الرجل يقول : إن الله عفو غفور . تقول أنت غير صحيح؟ نعم ؟ أنا أقول إن الله عفو غفور. كيف تقول لا؟ نقول إن الله عفو غفور صحيح لكن استدلاله بهذه الآية على التفريط في الواجب وانتهاك المحرم ايش؟ غير صحيح. هذا هو اللي غير صحيح. أما أن الله عفو غفور فهذا لا إشكال فيه. لكن كون الإنسان يأخذ من هذه الآية التجرؤ على فعل المحرم والتهاون في فعل الواجب هذا لا يوافق عليه. وبالمناسبة أذكر قصة ذُكرت يقولون أن فيه رجل أتاه أعرابي فتعامل معه معاملة. وكأن هذا الرجل لم يعجبه فعل الأعرابي فقال الرجل صدق الله : (( الأعراب أشد كفرا ونفاقا )). من هم الأعراب ؟ البدو. (( أشد كفرا ونفاقا )). فقال الأعرابي لأن هذا معناها قدح في الأعرابي قال الأعرابي : صدق الله : (( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق )). نعم أجابه هذا صحيح وإلا غير صحيح؟ نعم صحيح (( من أهل المدينة مردوا على النفاق )) ، لأن معناه النفاق والجهل ما يكون إلا في البادية؟ يكون نفاق في البادية والحاضرة ، وكذلك الجهل. صحيح أن الأعراب أبعد عن العلم وأقرب إلى الجهل. المهم نعود إلى ما كنا نقرره ما هو ؟ (( إن الله كان عفوا غفورا )). لا يمكن أن يستدل بها المفرط لأن الله عفو غفور . لكن هل أنت أيها المفرط محل لهذا العفو أو لا؟ لا بد أن يعرف الإنسان أن النصوص المطلقة لها تقييدات معلومة من جهة أخرى. لعلنا نقتصر على ما قلنا في تفسير الآية وإلا فلها فوائد كثيرة. وفوائد القرآن وعجائب القرآن لا تنقضي كلما كرر الإنسان التأمل والتدبر في كتاب الله انفتح له من المعاني والأسرار والحكم ما لم يكن معلوما له من قبل. فعليك يا أخي المسلم بتدبر كلام الله عز وجل واستنباط الفوائد منه فإن ذلك مما يعينك على تعظيم القرآن وبيان أنه من لدن حكيم خبير ، وأن عجائبه لا تنقضي. نفعني الله وإياكم بكلامه وجعلنا وإياكم من أهل كلام الله عز وجل من الذين يتلونه حق تلاوته إنه على كل شيء قدير .
أين القارئ؟ وين القارئ؟ ما أخذت أمس؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني أمس متبرع؟ متبرع؟ طيب.