بيان تناقض أهل الكلام في كلامهم . حفظ
الشيخ : ولهذا أقول لكم وإن شئتم فطالعوا كتب الذين يحرفون الكلم عن مواضعه من المتكلمين تجد التناقض هذا يقول هذا واجب لله يجب إثباته وهذا يقول مستحيل على الله يجب نفيه وهذا يقول جائز يجوز إثباته ونفيه متناقضون وقد أنشدناكم الشعر الذي قاله إمام من أئمة المتكلمين وهو الرازي حيث قال :
" نهاية إقدام العقول عقال *** أو وأكثر سعي العالمين ايش؟ ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى - ايش -؟ أن جمعنا فيه قيل وقالوا "

وقال : " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلا ولا تشفي عليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى )) وأقرأ في النفي (( ليس كمثله شيء )) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " وكثير ممن من الله عليهم بالرجوع عن طريق المتكلمين رجعوا للحق أبو المعالي الجويني إمام الحرمين رجع عن مذهب الأشاعرة إلى المذهب الصحيح أبو الحسن الأشعري الذي ينتسب إليه الأشاعرة اليوم رجع عن هذا المذهب كان أبو الحسن الأشعري رحمه الله كان على مذهب المعتزلة وبقي على هذا المذهب أربعين سنة يجادل عنه ويقرره حتى بدا له بطلانه ثم قام يوم الجمعة خطيبا في المسجد وقال : " أيها الناس وضع عمامته وقال أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن يعرفني فأنا أبو الحسن الأشعري وأعلن أنه راجع عن مذهب المعتزلة " وجعل يفنده ويبطله ثم صار في مذهب بين مذهب المعتزلة ومذهب أهل السنة على طريق عبد الله بن سعيد بن كلّاب ثم من الله عليه أخيرا بأن نهج منهج أهل السنة واعترف في كتابه الإبانة أنه على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحم الله الجميع لكن كبار متبعيه أخذوا بمذهبه الأوسط فلم يكونوا على سنة محضة ولا اعتزال محض وجعلوا يقررون هذا المذهب إلى يومنا هذا.