تفسير قوله تعالى ( إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين حفظ
الشيخ : (( إذا رجت الأرض رجا )) أي رجا عظيما (( وبست الجبال بسا )) أي صارت كالرمل اندكت ولهذا قال : فكانت بعد أن تبس (( فكانت هباءا منبثا )) هباء مثل الهباء الذي نراه في شعاع الشمس (( وكنتم أزواجا ثلاثة )) أزواجا يعني أصنافا كما قال عز وجل : (( وآخر من شكله أزواج )) أي أصناف استمع السابقون أصحاب اليمين أصحاب الشمال ثلاثة أقسام اللهم اجعلنا من السابقين يا رب العالمين إنه لا يعجزك
(( السابقون السابقون أولئك المقربون )) يعني إلى الله في الفردوس الأعلى والفردوس هو أعلى الجنة وسقفه عرش الرب عز وجل (( أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين )) ثلة من الأولين من هذه الأمة وقليل من الآخرين من هذه الأمة لأن السلف الصالح كثير منهم من أصحاب السباق وآخر الأمة من هؤلاء قليل (( على سرر موضونة )) أي منسوجة من الذهب (( متكئين عليها )) والاتكاء يدل على الراحة وعلى طمأنينة القلب وعلى سرور النفس أليس كذلك يا جماعة طيب (( متقابلين )) سبحان الله متكئون ومتقابلون طيب وإذا كان كثيرين إذا كانوا كثيرين فالمكان واسع أنتم الآن متقابلون والا متدابرون ؟ أجيبوا يا جماعة متدابرون لأن المكان ضيق لكن في الآخرة متقابلون مهما كثروا لأن المكان واسع والنظر قوي والكلام واضح مهما تباعدوا فكأنهم متلاصقون ( أدنى أهل الجنة منزلا من يرى في منزله مسيرة ألفي عام ) ألفين سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه اجلس يا صبي اجلس طيب إذن هم متقابلون ولو كثروا أجيبوا يا جماعة نعم ولو كثروا لأن المكان واسع والاتصال سهل يسمع بعضهم بعضا ولو بعدوا ويرى بعضهم بعضهم ولو بعدوا.