ما حكم من عمل عمل لله تعالى لكي يتوسل به في تفريج كربه؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما حكم من عمل عمل لله تعالى لكي يتوسل به في تفريج كربة؟
الشيخ : نعم. لا حرج في ذلك. أن الإنسان يعمل عملا يتوصل به يتوسل به إلى الله عز وجل أن يفرج كربته أو يحصل مطلوبه أو ما أشبه ذلك.
ولهذا توسل الثلاثة الذين خرجوا فآواهم الليل إلى غار ( فدخلوا الغار فأرسل الله عليهم صخرة سدت الباب وعجزوا عنه ) عجزوا أن يخرجوا من هذا الغار ، فتوسل كل منهم بعمله الصالح إلى الله عز وجل ففرج الله عنهم. أما أحدهما فتوسل إلى الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين. وأما الثاني فبكمال العفة وأما الثالث فبكمال الأمانة. ( الأول صاحب الذي توسل ببر الوالدين توسل إلى الله ببر والديه وهو كان صاحب غنم فأبعد به المرعى حتى تأخر فجاء إلى والديه فوجدهما نائمين وكان يحلب لهما فلما وجدهما نائمين لم يوقظهما والصبية عنده يتضاغون من الجوع ولم يعطهم حتى طلع الفجر وقاما من نومهما فقال اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة قليلا حتى لكنهم لم يستيطعوا الخروج. وأما الثاني فتوسل إلى الله لكمال العفة حيث كانت له ابنت عم وكان يحبها حبا شديدا فراودها عن نفسها فأبت فألمت بها حاجة ذات يوم فجاءت إليه واضطرها الجوع إلى أن تمكنه من نفسها. فلما جلس منها ما يجلس الرجل من امراته قالت يا فلان اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقام منها وهي أحب الناس إليه ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.
وأما الثالث فكان قد استأجر أجراء فأعطاهم أجرتهم إلا واحدا ثم إن هذا الرجل نمى الأجرة حتى صارت واديا من بقر وإبل - ولا أدري غنم أيضا أو لا -. فجاء صاحب الأجرة وقال أعطني أجرتي قال كل ما في هذا لك قال اتق الله ولا تستهزئ بي قال هذا لك فأخذها وذهب بها. اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة حتى خرجوا يمشون )
. نعم.