تفسيرقوله تعالى ( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) . حفظ
الشيخ : أما السورة الثانية فهي سورة العصر قال الله عز وجل : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر )). الواو هذه للقسم والعصر هو الدهر وأقسم الله به لأن الدهر خزائن خزائن للأعمال الصالحة أو السيئة. والعصر قيل إنه مائة سنة أو ألف سنة أو ما أشبه ذلك والصواب أنه الدهر مطلقا.
(( والعصر إن الإنسان لفي خسر )). أقسم الله تبارك وتعالى على أن الإنسان في خسر. من الإنسان يا رجل من الإنسان؟ أجب يا رجل. كل إنسان كل إنسان. فالإنسان هنا كالإنسان في قوله تعالى : (( وخلق الإنسان ضعيفا )) خلق الإنسان من؟ أي إنسان؟ كل إنسان. وسأعطي إخواننا الذين يشمون رائحة النحو ما هم بالذين شبعو منه الذين يشمون الرائحة أن " ال " إن صح أن يحل محلها كل فهي للعموم فهي للعموم.
فهنا هل يصح أن يقال إن كل إنسان لفي خسر. أجيبوا يا جماعة نعم ولهذا قال : (( إلا الذين آمنوا )).
والاستثناء معيار العموم. كل إنسان فهو في خير. وانظر كيف عبر الله عز وجل بقوله : (( لفي خسر )) ولم يقل لخاسر لأن لفي خسر أعظم أبلغ كأنه أي الخسر إناء كأنه إناء والإنسان في وسطه أي أن الخسر محيط له من كل جانب لأن في للظرفية والظرف محيط بايش؟ محيط بالمظروف. فالمعنى أن الإنسان في خسر إلا هؤلاء السادة الغرر الكرام.
(( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) كم وصفا ذكره؟ أربعة الذين آمنوا بالله وبما يجب الإيمان به وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
(( عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات. وهي العبادات المبنية على الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الوصف الثالث : (( وتواصوا بالحق )) أي صار بعضهم يوصي بعضا بالحق. والحق ما جاء به الشرع.