مناقشة في زيارة النساء للقبور.؟ حفظ
الشيخ : رقم اثنين هب أنه ثبت أن كلاً من الروايتين زائرات وزورات وزوارات أينعم ، بمعنى واحد ، بمعنى الرواية المشهورة كما نقول نحن ونعني ما نقول الرواية المشهورة زائرات لكنها ضعيفة السند ، هب أن الروايات كلها ، تلتقي بعد التمحيص والتحقيق على أنها بمعنى زائرات القبور ، حينئذٍ نقول : هذا النص بلا شك يكون نصاً محرماً لزيارة النساء للقبور ، والقاعدة التي نحن نركن إليها في كثير من مثل هذا التعارض ودفعه هو أنه إذا تعارض حاظر ومبيح قدم الحاظر على المبيح ، لكن هنا يوجد ما يمنع من تطبيق هذه القاعدة ، ويحملنا على قلبها رأساً على عقب ، لنقول إن هذا النهي أو هذا التحريم على النساء لزيارة القبور ، هو أخو التحريم العام الذي كان في أول الإسلام ، نهاهم عن زيارة القبور ثم رخص لهم بها فقال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ) وسمعتم ولا شك منا مراراً أننا نقول للذين يحتجون بهذا الحديث بتحريم زيارة القبور للنساء نحن نقول قوله عليه السلام : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ) لا شك ولا ريب أن الخطاب موجه في هذا الحديث للجنسين ، الذكر والأنثى لا يستطيع أحد أبداً أن يقول : ( كنت نهيتكم معشر الرجال عن زيارة القبور )، هذا أمر يعني باين ظاهر خطؤه ، إذا الأمر كذلك وهو من المسلمات التي لا تقبل الجدل أبداً ، نمشي الخطوة التالية : ( ألا فزوروها ) الخطاب هنا هو المخاطب عين المخاطب هناك في النهي ، كنت نهيتكم معشر الرجال والنساء عن زيارة القبور ألا فزوروها معشر الرجال والنساء ، إذاً لعن الله زائرات القبور مقترن مع النهي العام ، فهذا جزء من أجزاء النهي العام ، هذا الجواب رقم واحد ، والجواب رقم اثنين الحديث الذي نستشهد به على خلاف ما يذهبون إليه من قصة السيدة عائشة في نوبة الرسول عليه السلام عندها في البيات عندها ، ( وأن الرسول عليه السلام كان نائماً بجانبها فانسل من فراشها انسلالاً وفتح الباب برفق وخرج ) فهي كامرأة غيورة وبشر حدثتها نفسها ، أنه وين رايح في الليل ، ( فهو يمشي عليه السلام وهي تمشي خلفه حتى وصل إلى البقيع وهناك وصل الرسول عليه السلام يدعو لأهل البقيع ، ثم أدبر قالت : فأدبرت وأسرع فأسرعت حتى دخلت الحجرة وامتدت على فراشها وسرعان ما دخل خلفها الرسول عليه السلام كأنه رأى خيالاً أمامه في الطريق فوجدها تتنهد ) ، بتعرف أنه كل إنسان يركض ركضه غير طبيعية لابد يحتاج أن يعوض الهواء الذي إيش ؟ قال : ( يا عائشة مالك حشارة بها ؟ ، قالت : لا شيء يا رسول الله ، قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ، إن جبريل أتاني آنفاً ، وقال إن ربك يقرئك السلام ، ويأمرك أن تذهب للبقيع وأن تستغفر لهم ) هنا اهتبلتها فرصة ، ( فقالت : يا رسول الله إذا أنا زرت القبور ماذا أقول ؟ قال : قولي السلام عليكم دار قوم مؤمنين ... ) إلى آخر الدعاء المعروف .
فأنا ألاحظ أن هذه الحادثة حتماً كانت في المدينة المنورة ، والنهي عن زيارة القبور لا يعقل أن يتأخر إلى وقت المدينة المنورة ، وإنما هذا يكون في أول الإسلام من باب سد الذريعة نهاهم عن زيارة القبور كما تعلمون ، لأن زيارة القبور كانت سبباً لوقوع قوم نوح وأمثالهم وغيرهم في عبادة غير الله عز وجل من المقبورين ، فبهذا النظر السليم نقول إن قوله عليه السلام ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ) كان في العهد المكي ، فقد يستمر هذا النهي ما شاء الله من سنين ، لكن ليس معقولاً أن يستمر إلى ما بعد إذن الرسول للسيدة عائشة أن تزور القبور هذا من جهة ، من جهة أخرى : السيدة عائشة تمتعت بهذه الرخصة بعد وفاة الرسول عليه السلام ، فلو تكلف متكلف ما ، وادعى بان هذا النهي ( لعن الله زوارات القبور ) كان بعد ، كانت السيدة عائشة تنتهي على افتراض أنه إذنه عليه السلام لها بالزيارة كان قبل قوله : ( لعن الله زائرات أو زوارات القبور أو زورات القبور ) لكن استمرارها على التمتع بهذه الرخصة التي رخص الرسول عليه السلام لها بها ، أوضح دليل على أن النهي الخاص بالنساء هو كان في زمن النهي العام للنساء كالرجال هذه وأخيراً يقال : ( إن النساء شقائق الرجال ) كما جاء في الحديث الصحيح وذلك يعني أن الفائدة والمصلحة التي يجنيها الرجال من زيارة القبور ، النساء أيضاً بحاجة إلى تحصيلها فكما رخص للرجال بالزيارة بعد النهي كذلك رخص للنساء بعد النهي ، إذاً ليس هناك أي دلالة في هذا الحديث مع تسلمينا بصحة رواية ( لعن الله زائرات ) والتسليم جدلاً بأن الرواية الصحيحة في الحديث الثابت زوارات ، لأن هذا كان في وقت النهي ، ووقت النهي تلاه وقت الإذن ، وهذا ما عندي .