تتمة الكلام على انقسام أهل البدع في أسماء الله تعالى وصفاته . حفظ
الشيخ : جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث وما أشبه ذلك تفرعت من بدعة الجهمية والمعتزلة لأنه جاء المتفلسفة الذين دخلوا في الإسلام وأثرت فيهم فلسفة اليونان فأخذوا من فلسفة اليونان ما أخذوا وضلوا به عن الطريق وأضلوا كثيرا استنادا إلى بدعة الجهمية والمعتزلة لأن الجهمية والمعتزلة كلهم يؤولون آيات الصفات وأحاديثها يؤولونها ويقولون وأنا أعبر بالتأويل بناء على دعواهم وإلا ففي الحقيقة أنهم يحرفونها، حرفوها وقالوا : إنه لا يراد ظاهرها لا يراد بها ظاهرها لا يراد بها إثبات الصفات وإنما يراد بها معاني هم عينوها في عقولهم، فجاء المتفلسفة أهل الحلول والاتحاد مثل الحلاج وغيره وأنكروا وجود الخالق والبعث والجنة والنار وقالوا : إن ما جاءت به الرسل من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر ما هو إلا تخييل لا حقيقة له، كيف تخييل ؟ يعني يصورون للناس أشياء يتخيلونها بعقولهم أفاضها عليهم العقل الفياض أو ما أشبه ذلك وصوروها للناس وقالوا للناس إن لكم ربا موصوفا بالصفات وإنكم ستبعثون وتجازون وتدخلون الجنة أو النار وكل هذا لا حقيقة له، أعوذ بالله يعني بمنزلة ما تقول الأم لصبيها اسكت وإلا جاءك البعبع وهو ما فيه بعبع ولا فيه شيء هم يقولون الرسل خيلوا للناس ولا حقيقة لذلك .
ثم انقسموا في الرسل أيضا : فقال بعضهم : إن الرسل لم يعلموا الحقيقة ولا علموا أن ما دعوا إليه ليس بواقع وأنهم جهال في حقيقة الأمر .
وقسم آخر قالوا : إن الرسل يعلمون أن ما يدعون إليه ليس بحقيقة لكنهم أذكياء وعباقرة ودعوا الناس إلى ذلك وأتوا بهذه الأمور لأنهم يعلمون أن الناس لا تصلح أحوالهم إلا إذا قيل لهم ذلك لو جاءتهم الرسل وقالوا اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر وما أشبه ذلك ما وافقوا، لكن إذا خوفوا وأنذروا ورغبوا وبشروا فحينئذ إيش ؟ تستقيم حالهم .
فالطائفة الأولى رمت الرسل بماذا ؟ بالجهل .
وطائفة رمتهم بالكذب والخيانة والعياذ بالله، لكن المهم أن هذه موجودة، هذه الطائفة وهذه الفرقة موجودة أهل الحلول والاتحاد ومنهم كثير من النصيرية وغيرها يقولون يرون هذا الرأي والعياذ بالله .
طيب المعتزلة قاموا عليهم قالوا يا جماعة اتقوا الله الرسل جاءت بإثبات هذا الأمر وبضرب الأمثال له وبأنه أمر ممكن وأمر لا بد منه لا بد من بعث وجزاء وجنة ونار والنصوص بين أيدينا واضحة والشبهة التي تقولون إنه لا يمكن أن يكون فاسدة أبطلها القرآن لما قال الخصم المبين من يحي العظام وهي رميم قال الله : (( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) فالرسل جاءت بإثبات المعاد والجزاء والشبهة المانعة منه فاسدة فيلزمكم أن تقولوا بإثباته ويش قال لهم الشياطين هؤلاء الفلاسفة ؟ قالوا طيب الرسل جاءت بإثبات الصفات لله عز وجل والشبهة التي تمنع من وجود الصفات لله فاسدة ويش المانع أن يتصف الله بالعلم والقدرة والحكمة والرحمة وما أشبه ذلك من غير مماثلة ويش المانع ؟ ما في مانع فالرسل جاءت بإثبات الصفات والمانع منتفي ومع ذلك أنتم نفيتم الصفات كيف تحتجون علينا بشيء أنتم تصنعونه بل الذي أنكرناه نحن تقريره في الكتاب والسنة أقل بكثير من تقرير أسماء الله وصفاته يعني لو تدبرت القرآن والسنة أيما أكثر أن يتحدث الله عن البعث والجزاء والجنة والنار أو أسمائه وصفاته ؟ عن أسمائه وصفاته ما تكاد تجد آية إلا وفيها شيء من أسمائه وصثفاته بل كل حرف في القرآن من صفات الله لأنه من كلام الله فهو صفته وكيف أنتم تنقمون منا أن ننكر أمرا تنكرون أنتم ما هو أعظم تحققا منه ؟ ولذلك استطال عليهم الفلاسفة أو المتفلسفة في الأصح استطالوا على المعتزلة وعجز المعتزلة والجهمية وأتباعهم عن الجواب لكن جاء أهل السنة والجماعة ومن نور الله بصيرتهم وقالوا : نحن نجيبكم نحن نقول الكل حق على حقيقته ولا نتناقض وبذلك قامت الحجة على الفلاسفة المتفلسفة وعلى المعتزلة والجهمية .
فالحاصل أنكم أيها الإخوة لو طالعتم في كتب القوم التي تعتني بجمع أقاويل الناس في هذا الأمر لرأيتم العجب العجاب الذي تقولون : كيف يتفوه عاقل فضلا عن مؤمن بمثل هذا الكلام ؟ ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور الذي أعمى الله بصيرته كالذي أعمى الله بصره فكما أن أعمى البصر لو وقف أمام الشمس التي تكسر نور البصر لم يرها فكذلك من أعمى الله بصيرته لو وقف أمام أنوار الحق ما رآها والعياذ بالله.
ولهذا ينبغي لنا دائما أن نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الأمر وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا لأن الأمر خطير والشيطان يدخل على ابن آدم من كل صوب ومن كل وجه ويشكك فيه في عقيدته وفي دينه وفي كتاب الله وسنة رسوله فهذه في الحقيقة البدع التي انتشرت في الأمة الإسلامية.
ولكن ولله الحمد ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) هذا من حفظ الله لهذا الذكر وهذا أيضا هو مقتضى حكمة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى جعل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والرسالة لا بد أن تبقى في الأرض وإلا لكان للناس حجة على الله وإذا كانت الرسالة لا بد أن تبقى في الأرض لزم أن يقيض الله عز وجل بمقتضى حكمته عند كل بدعة من يبين لها ويكشف عوارها وهذا ولله الحمد هو الحاصل ولهذا أنا أقول لكم دائما : احرصوا على العلم لأننا في هذا البلد في مستقبل إذا لم نتسلح بالعلم المبني على الكتاب والسنة فيوشك أن يحل بنا ما حل في غيرنا من البلاد الإسلامية، وهذه البلاد الآن هي التي يعول عليها أعداء الإسلام ويسلطون عليها أضوائهم الكاشفة المكسوفة من أجل أن يضلوا أهلها، فلذلك تسلحوا بالعلم حتى تكونوا على بينة من أمركم في دينكم وحتى تكونوا مجاهدين بألسنتكم وأقلامكم لأعداء الله سبحانه وتعالى.
الآن من عنده أسئلة خمس دقائق فقط .
السائل : يا شيخ ذكرت أن الجهمية ... .
الشيخ : الأفراد منهم ... إيضاحه بالنسبة لهذه البدع وكل هذا من أجل أن نحرص على العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهما هما الأصل وكل هذه البدع كما سمعتم كلها حدثت بعد الصحابة فالصحابة رضي الله عنهم ماكانوا يبحثون في هذه الأمور لأنهم يتلقون الكتاب والسنة على ظاهرها وعلى ما تقتضيه الفطرة، والفطرة السليمة سليمة لكن جاء هؤلاء إما لقلة علمهم أو لقصور فهمهم أو لسوء قصدهم فأفسدوا الدنيا كلها بهذه البدع التي أخرجوها ولكن كما قلنا : إن الله سبحانه وتعالى بحكمته وحمده ومنته وفضله ما من بدعة خرجت إلا قيض الله لها من يدحضها ويبينها.
من جملة الذين بينوا البدع وقاموا قياما تاما هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأسأل الله لي ولكم أن يجمعنا به في جنات النعيم.
هذا الرجل الذي نفع الله به فآتاه من فضله ومن على الأمة بمثله، ألف هذه العقيدة كما قلت إجابة لطلب أحد قضاة واسط الذي شكا إليه ما كان الناس عليه من البدع وطلب منه أن يؤلف هذه العقيدة فألفها .
ثم انقسموا في الرسل أيضا : فقال بعضهم : إن الرسل لم يعلموا الحقيقة ولا علموا أن ما دعوا إليه ليس بواقع وأنهم جهال في حقيقة الأمر .
وقسم آخر قالوا : إن الرسل يعلمون أن ما يدعون إليه ليس بحقيقة لكنهم أذكياء وعباقرة ودعوا الناس إلى ذلك وأتوا بهذه الأمور لأنهم يعلمون أن الناس لا تصلح أحوالهم إلا إذا قيل لهم ذلك لو جاءتهم الرسل وقالوا اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر وما أشبه ذلك ما وافقوا، لكن إذا خوفوا وأنذروا ورغبوا وبشروا فحينئذ إيش ؟ تستقيم حالهم .
فالطائفة الأولى رمت الرسل بماذا ؟ بالجهل .
وطائفة رمتهم بالكذب والخيانة والعياذ بالله، لكن المهم أن هذه موجودة، هذه الطائفة وهذه الفرقة موجودة أهل الحلول والاتحاد ومنهم كثير من النصيرية وغيرها يقولون يرون هذا الرأي والعياذ بالله .
طيب المعتزلة قاموا عليهم قالوا يا جماعة اتقوا الله الرسل جاءت بإثبات هذا الأمر وبضرب الأمثال له وبأنه أمر ممكن وأمر لا بد منه لا بد من بعث وجزاء وجنة ونار والنصوص بين أيدينا واضحة والشبهة التي تقولون إنه لا يمكن أن يكون فاسدة أبطلها القرآن لما قال الخصم المبين من يحي العظام وهي رميم قال الله : (( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) فالرسل جاءت بإثبات المعاد والجزاء والشبهة المانعة منه فاسدة فيلزمكم أن تقولوا بإثباته ويش قال لهم الشياطين هؤلاء الفلاسفة ؟ قالوا طيب الرسل جاءت بإثبات الصفات لله عز وجل والشبهة التي تمنع من وجود الصفات لله فاسدة ويش المانع أن يتصف الله بالعلم والقدرة والحكمة والرحمة وما أشبه ذلك من غير مماثلة ويش المانع ؟ ما في مانع فالرسل جاءت بإثبات الصفات والمانع منتفي ومع ذلك أنتم نفيتم الصفات كيف تحتجون علينا بشيء أنتم تصنعونه بل الذي أنكرناه نحن تقريره في الكتاب والسنة أقل بكثير من تقرير أسماء الله وصفاته يعني لو تدبرت القرآن والسنة أيما أكثر أن يتحدث الله عن البعث والجزاء والجنة والنار أو أسمائه وصفاته ؟ عن أسمائه وصفاته ما تكاد تجد آية إلا وفيها شيء من أسمائه وصثفاته بل كل حرف في القرآن من صفات الله لأنه من كلام الله فهو صفته وكيف أنتم تنقمون منا أن ننكر أمرا تنكرون أنتم ما هو أعظم تحققا منه ؟ ولذلك استطال عليهم الفلاسفة أو المتفلسفة في الأصح استطالوا على المعتزلة وعجز المعتزلة والجهمية وأتباعهم عن الجواب لكن جاء أهل السنة والجماعة ومن نور الله بصيرتهم وقالوا : نحن نجيبكم نحن نقول الكل حق على حقيقته ولا نتناقض وبذلك قامت الحجة على الفلاسفة المتفلسفة وعلى المعتزلة والجهمية .
فالحاصل أنكم أيها الإخوة لو طالعتم في كتب القوم التي تعتني بجمع أقاويل الناس في هذا الأمر لرأيتم العجب العجاب الذي تقولون : كيف يتفوه عاقل فضلا عن مؤمن بمثل هذا الكلام ؟ ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور الذي أعمى الله بصيرته كالذي أعمى الله بصره فكما أن أعمى البصر لو وقف أمام الشمس التي تكسر نور البصر لم يرها فكذلك من أعمى الله بصيرته لو وقف أمام أنوار الحق ما رآها والعياذ بالله.
ولهذا ينبغي لنا دائما أن نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الأمر وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا لأن الأمر خطير والشيطان يدخل على ابن آدم من كل صوب ومن كل وجه ويشكك فيه في عقيدته وفي دينه وفي كتاب الله وسنة رسوله فهذه في الحقيقة البدع التي انتشرت في الأمة الإسلامية.
ولكن ولله الحمد ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) هذا من حفظ الله لهذا الذكر وهذا أيضا هو مقتضى حكمة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى جعل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والرسالة لا بد أن تبقى في الأرض وإلا لكان للناس حجة على الله وإذا كانت الرسالة لا بد أن تبقى في الأرض لزم أن يقيض الله عز وجل بمقتضى حكمته عند كل بدعة من يبين لها ويكشف عوارها وهذا ولله الحمد هو الحاصل ولهذا أنا أقول لكم دائما : احرصوا على العلم لأننا في هذا البلد في مستقبل إذا لم نتسلح بالعلم المبني على الكتاب والسنة فيوشك أن يحل بنا ما حل في غيرنا من البلاد الإسلامية، وهذه البلاد الآن هي التي يعول عليها أعداء الإسلام ويسلطون عليها أضوائهم الكاشفة المكسوفة من أجل أن يضلوا أهلها، فلذلك تسلحوا بالعلم حتى تكونوا على بينة من أمركم في دينكم وحتى تكونوا مجاهدين بألسنتكم وأقلامكم لأعداء الله سبحانه وتعالى.
الآن من عنده أسئلة خمس دقائق فقط .
السائل : يا شيخ ذكرت أن الجهمية ... .
الشيخ : الأفراد منهم ... إيضاحه بالنسبة لهذه البدع وكل هذا من أجل أن نحرص على العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهما هما الأصل وكل هذه البدع كما سمعتم كلها حدثت بعد الصحابة فالصحابة رضي الله عنهم ماكانوا يبحثون في هذه الأمور لأنهم يتلقون الكتاب والسنة على ظاهرها وعلى ما تقتضيه الفطرة، والفطرة السليمة سليمة لكن جاء هؤلاء إما لقلة علمهم أو لقصور فهمهم أو لسوء قصدهم فأفسدوا الدنيا كلها بهذه البدع التي أخرجوها ولكن كما قلنا : إن الله سبحانه وتعالى بحكمته وحمده ومنته وفضله ما من بدعة خرجت إلا قيض الله لها من يدحضها ويبينها.
من جملة الذين بينوا البدع وقاموا قياما تاما هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأسأل الله لي ولكم أن يجمعنا به في جنات النعيم.
هذا الرجل الذي نفع الله به فآتاه من فضله ومن على الأمة بمثله، ألف هذه العقيدة كما قلت إجابة لطلب أحد قضاة واسط الذي شكا إليه ما كان الناس عليه من البدع وطلب منه أن يؤلف هذه العقيدة فألفها .