شرح قول المصنف "والإيمان بالقدر خيره وشره حفظ
الشيخ : وقوله : " والإيمان بالقدر خيره وشره ".
هذا أيضا الركن السادس الإيمان بالقدر خيره وشره.
القدر : هو تقدير الله عز وجل للأشياء، وقد كتب الله مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما قال الله تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) .
وقوله : " خيره وشره " أما وصف القدر بالخير فالأمر فيه ظاهر، وأما وصف القدر بالشر فالمراد به شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله فإن فعل الله عز وجل ليس فيه شر كل أفعاله خير وحكمة لكن الشر في مفعولاته ومقدوراته فالشر هنا باعتبار المقدور والمفعول أما باعتبار الفعل فلا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والشر ليس إليك ) فمثلا نحن نجد في المخلوقات المقدورات شرا فيها الحيات والعقارب والسباع والأمراض والفقر والجدب وما أشبه ذلك وكل هذه بالنسبة للإنسان شر لأنها لا تلائمه وفيها أيضا المعاصي والفجور والكفر والفسوق والقتل وغير ذلك وكل هذه شر لكن باعتبار نسبتها إلى الله هي خير لأن الله عز وجل لم يقدرها إلا لحكمة بالغة عظيمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، وعلى هذا فيجب أن تعرف أن الشر الذي وصف به القدر إنما هو باعتبار المقدورات والمفعولات لا باعتبار التقدير الذي هو تقدير الله وفعله.
ثم اعلم أيضا أن هذا المفعول الذي هو شر قد يكون شرا في نفسه لكنه خير، خير من جهة أخرى قال الله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) النتيجة طيبة وعلى هذا فيكون الشر في هذا المقدور شرا إضافيا يعني : لا شرا حقيقيا لأن هذا ستكون نتيجته إيش ؟ خيرا.
ولنفرض حد الزاني مثلا إذا كان غير محصن أن يجلد مئة جلدة ويسفّر عن البلد لمدة عام، هذا لا شك أنه شر بالنسبة إليه لكنه خير حتى بالنسبة إليه هو خير لأنه يكون كفارة له خير هذا ولا لأ ؟ لأن عقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة فهو خير له .
ثانيا : ردع لغيره ونكال لغيره فإن غيره لو همّ أن يزني وهو يعلم أنه سيفعل به مثل ما فعل بهذا نعم ارتدع بل قد يكون خيرا له هو أيضا باعتبار أنه لن يعود إلى مثل هذا العمل الذي سبب له هذا الشيء.
أما بالنسبة للأمور الكونية القدرية لأن هذا شرا بأعتبار كونه مشروعا لكن هناك شيء شر باعتباره مقدورا كالمرض مثلا الإنسان إذا مرض لا شك أن المرض شر بالنسبة له لكن فيه خير له في الواقع ويش خيره ؟ تكفير الذنوب قد يكون الإنسان عليه ذنوب ما كفرها الاستغفار والتوبة لوجود مانع مثلا لعدم صدق نيته مع الله عز وجل فتأتي هذه الأمراض والعقوبات فتكفر هذه الذنوب.
ثانيا : فيه خير في نفسه أيضا بقطع النظر عما يكفر من الذنوب فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه بالصحة إلا إذا مرض نحن الآن أصحاء ولا ندري ويش قدر الصحة لكن إذا حصل المرض عرفنا قدر الصحة، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى هذا أيضا خير تعرف قدر النعمة.
ثالثا : قد يكون في هذا المرض أشياء تقتل جراثيم في البدن ما يقتلها إلا المرض فيه أشياء سبحان الله العظيم يقول الأطباء : بعض الأمراض المعينة تقتل هذه الجراثيم التي في الجسد وأنت لا تدري، فالحاصل أننا نقول :
أولا : الشر الذي وصف به القدر هل هو بالنسبة لتقدير الله أو بالنسبة لمقدوره ؟ لمقدوره أما تقدير الله فكله خير الدليل ؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك ) .
ثانيا : هل الشر الذي في المقدور شر محض أو لا ؟ لا ما هو شر محض بل هذا الشر قد ينتج عليه أمور هي خير فتكون الشرية بالنسبة إليه أمرا إضافيا.
هذا وسيتكلم المؤلف رحمه الله على القدر بكلام مبسوط يبين درجاته عند أهل السنة.
هذا أيضا الركن السادس الإيمان بالقدر خيره وشره.
القدر : هو تقدير الله عز وجل للأشياء، وقد كتب الله مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما قال الله تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) .
وقوله : " خيره وشره " أما وصف القدر بالخير فالأمر فيه ظاهر، وأما وصف القدر بالشر فالمراد به شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله فإن فعل الله عز وجل ليس فيه شر كل أفعاله خير وحكمة لكن الشر في مفعولاته ومقدوراته فالشر هنا باعتبار المقدور والمفعول أما باعتبار الفعل فلا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والشر ليس إليك ) فمثلا نحن نجد في المخلوقات المقدورات شرا فيها الحيات والعقارب والسباع والأمراض والفقر والجدب وما أشبه ذلك وكل هذه بالنسبة للإنسان شر لأنها لا تلائمه وفيها أيضا المعاصي والفجور والكفر والفسوق والقتل وغير ذلك وكل هذه شر لكن باعتبار نسبتها إلى الله هي خير لأن الله عز وجل لم يقدرها إلا لحكمة بالغة عظيمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، وعلى هذا فيجب أن تعرف أن الشر الذي وصف به القدر إنما هو باعتبار المقدورات والمفعولات لا باعتبار التقدير الذي هو تقدير الله وفعله.
ثم اعلم أيضا أن هذا المفعول الذي هو شر قد يكون شرا في نفسه لكنه خير، خير من جهة أخرى قال الله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) النتيجة طيبة وعلى هذا فيكون الشر في هذا المقدور شرا إضافيا يعني : لا شرا حقيقيا لأن هذا ستكون نتيجته إيش ؟ خيرا.
ولنفرض حد الزاني مثلا إذا كان غير محصن أن يجلد مئة جلدة ويسفّر عن البلد لمدة عام، هذا لا شك أنه شر بالنسبة إليه لكنه خير حتى بالنسبة إليه هو خير لأنه يكون كفارة له خير هذا ولا لأ ؟ لأن عقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة فهو خير له .
ثانيا : ردع لغيره ونكال لغيره فإن غيره لو همّ أن يزني وهو يعلم أنه سيفعل به مثل ما فعل بهذا نعم ارتدع بل قد يكون خيرا له هو أيضا باعتبار أنه لن يعود إلى مثل هذا العمل الذي سبب له هذا الشيء.
أما بالنسبة للأمور الكونية القدرية لأن هذا شرا بأعتبار كونه مشروعا لكن هناك شيء شر باعتباره مقدورا كالمرض مثلا الإنسان إذا مرض لا شك أن المرض شر بالنسبة له لكن فيه خير له في الواقع ويش خيره ؟ تكفير الذنوب قد يكون الإنسان عليه ذنوب ما كفرها الاستغفار والتوبة لوجود مانع مثلا لعدم صدق نيته مع الله عز وجل فتأتي هذه الأمراض والعقوبات فتكفر هذه الذنوب.
ثانيا : فيه خير في نفسه أيضا بقطع النظر عما يكفر من الذنوب فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه بالصحة إلا إذا مرض نحن الآن أصحاء ولا ندري ويش قدر الصحة لكن إذا حصل المرض عرفنا قدر الصحة، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى هذا أيضا خير تعرف قدر النعمة.
ثالثا : قد يكون في هذا المرض أشياء تقتل جراثيم في البدن ما يقتلها إلا المرض فيه أشياء سبحان الله العظيم يقول الأطباء : بعض الأمراض المعينة تقتل هذه الجراثيم التي في الجسد وأنت لا تدري، فالحاصل أننا نقول :
أولا : الشر الذي وصف به القدر هل هو بالنسبة لتقدير الله أو بالنسبة لمقدوره ؟ لمقدوره أما تقدير الله فكله خير الدليل ؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك ) .
ثانيا : هل الشر الذي في المقدور شر محض أو لا ؟ لا ما هو شر محض بل هذا الشر قد ينتج عليه أمور هي خير فتكون الشرية بالنسبة إليه أمرا إضافيا.
هذا وسيتكلم المؤلف رحمه الله على القدر بكلام مبسوط يبين درجاته عند أهل السنة.