شرح قول المصنف "ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم حفظ
الشيخ : ثم قال : " ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ". هذا من الإيمان بالله .
وقوله : " من الإيمان " : من هنا للتبعيض لأننا ذكرنا أن الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور : الإيمان بوجوده، وانفراده بالربوبية، وبالألوهية، وبالأسماء والصفات، إذا فمن في كلام المؤلف للتبعيض يعني : بعض الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه.
قوله : " بما وصف به نفسه في كتابه " ينبغي أن يقال : وسمى به نفسه بما وصف وسمى به نفسه نعم لكن المؤلف رحمه الله ذكر الصفة فقط إما لأنه ما من اسم إلا وقد تضمن صفة أو لأن الخلاف في الأسماء خلاف ضعيف ما أنكره إلاّ غلاة الجهمية والمعتزلة، فالمعتزلة يثبتون الأسماء والأشاعرة والماتريدية يثبتون الأسماء لكن يخالفون أهل السنة في ماذا ؟ في الصفات، فنحن الآن نقول : لماذا اقتصر المؤلف على " ما وصف الله به نفسه " ؟ نقول لأحد أمرين : إما لأن كل اسم يتضمن صفة، وإما لأن الخلاف في الأسماء قليل بالنسبة للمنتسبين للإسلام.
وقوله : " ما وصف به نفسه في كتابه " كتابه يعني : القرآن وسماه الله تعالى كتابا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في الصحف التي بأيدي السفرة الكرام البررة ومكتوب كذلك بين الناس يكتبونه في المصاحف فهو كتاب بمعنى مكتوب وأضافه الله إليه لأنه كلامه سبحانه وتعالى فالقرآن هذا كلام الله تكلم به حقيقة فكل حرف منه فإن الله قد تكلم به (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )) .
طيب من الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه ووجه ذلك أن الإيمان بالله كما سبق يتضمن الإيمان بأسمائه وصفاته.
ثانيا : أن الأسماء والصفات هي من ذات الله عز وجل فإن ذات الله تسمى بأسماء وتوصف بأوصاف ووجود ذات مجردة عن الأوصاف أمر مستحيل لا يمكن أن توجد ذات مجردة عن الأوصاف أبدا ما هو ممكن قد يفرض الذهن أن هناك ذاتا مجردة من الصفات في ذهنك لكن الفرض ليس كالأمر الشاهد في الخارج يعني : المفروض ليس كالمشهود فلا يوجد في الخارج يعني في الواقع المشاهد ذات ليس لها صفات أبدا صح ولا لأ ؟ أما ما يفرضه الذهن فهذا أمر ليس بعبرة الذهن قد يفرض مثلا شيئا له ألف عين، في كل ألف عين ألف سواد وألفين بياض وله ألف رجل في كل رجل ألف أصبع في كل أصبع ألف ظفر نعم وله ملايين الشعر في كل شعرة ملايين الشعر وهكذا يفرضه وما له واقع أليس كذلك ؟ لكن الشيء الواقع لا يمكن أن يوجد شيء بدون صفة، لهذا كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود هذا باتفاق الناس وعلى هذا فلا بد أن يكون له صفة.
ثم اعلم أن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية أن يؤمن بها على ما جاءت دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص قال الإمام أحمد : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث " ودلالة ذلك يعني أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه من القرآن والعقل : ففي القرآن يقول الله عز وجل : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) فإذا وصفت الله بصفة لم يصف الله بها نفسه فقد قلت عليه ما لا تعلم وهذا محرم بنص القرآن.
دليل آخر يقول الله عز وجل : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) إذا لو وصفنا الله بما لم يصف به نفسه نعم لكنا قفونا ما ليس لنا به علم فوقعنا فيما نهى الله عنه.
أما الدليل العقلي : فلأن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية ولا يمكن في الأمور الغيبية أن يدركها العقل نحن الآن لا ندرك ما وصف الله به نعيم الجنة مع أنه مخلوق ولا لأ ؟ في الجنة فاكهة ونخل ورمان وسرر وأكواب ولا لأ ؟ ونساء حور هل نحن لا ندرك حقيقة هذه الأشياء ؟ لا لو قال صفها لنا، ما نستطيع وصفها لقوله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ولقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذا كان هذا في المخلوق الذي وصف بصفات لا نعلمها فكيف بالخالق .
مثل آخر : الإنسان فيه روح لا يحيا إلا بها لولا أن الروح في بدنك ما حييت تستطيع أن تصف الروح ؟ أبدا لو قيل لك : ويش الروح التي بك ؟ ويش اللي لو نزعت صرت جثة هامدة وإذا بقيت فأنت إنسان تعقل وتفهم وتدرك ويش هذه الروح ؟ والله خلي يفكر يناظر بدنه يمين يسار يقدر يصفها ولا لا ؟ أبدا مع أنها بعيدة عنه ولا قريبة ؟ قريبة في نفسه وبين جنبيه، وعجز عن إدراكها مع أنها حقيقة يعني شيء يرى كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( بأن الروح إذا قبض، تبعه البصر ) الإنسان يشوف نفسه وهي مقبوضة ولهذا تبقى العين مفتوحة عند الموت تشاهد الروح وهي قد خرجت وتؤخذ هذه الروح وتجعل في كفن في حنوط ويصعد بها إلى الله ومع ذلك ما تستطيع أن تصفها وهي بين جنبيك، فكيف تحاول أن تصف ربك بأمر لم يصف به نفسه.
الخلاصة الآن استفدنا من هذه الجملة بما وصف به نفسه استفدنا أمرين .
وقوله : " من الإيمان " : من هنا للتبعيض لأننا ذكرنا أن الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور : الإيمان بوجوده، وانفراده بالربوبية، وبالألوهية، وبالأسماء والصفات، إذا فمن في كلام المؤلف للتبعيض يعني : بعض الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه.
قوله : " بما وصف به نفسه في كتابه " ينبغي أن يقال : وسمى به نفسه بما وصف وسمى به نفسه نعم لكن المؤلف رحمه الله ذكر الصفة فقط إما لأنه ما من اسم إلا وقد تضمن صفة أو لأن الخلاف في الأسماء خلاف ضعيف ما أنكره إلاّ غلاة الجهمية والمعتزلة، فالمعتزلة يثبتون الأسماء والأشاعرة والماتريدية يثبتون الأسماء لكن يخالفون أهل السنة في ماذا ؟ في الصفات، فنحن الآن نقول : لماذا اقتصر المؤلف على " ما وصف الله به نفسه " ؟ نقول لأحد أمرين : إما لأن كل اسم يتضمن صفة، وإما لأن الخلاف في الأسماء قليل بالنسبة للمنتسبين للإسلام.
وقوله : " ما وصف به نفسه في كتابه " كتابه يعني : القرآن وسماه الله تعالى كتابا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في الصحف التي بأيدي السفرة الكرام البررة ومكتوب كذلك بين الناس يكتبونه في المصاحف فهو كتاب بمعنى مكتوب وأضافه الله إليه لأنه كلامه سبحانه وتعالى فالقرآن هذا كلام الله تكلم به حقيقة فكل حرف منه فإن الله قد تكلم به (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )) .
طيب من الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه ووجه ذلك أن الإيمان بالله كما سبق يتضمن الإيمان بأسمائه وصفاته.
ثانيا : أن الأسماء والصفات هي من ذات الله عز وجل فإن ذات الله تسمى بأسماء وتوصف بأوصاف ووجود ذات مجردة عن الأوصاف أمر مستحيل لا يمكن أن توجد ذات مجردة عن الأوصاف أبدا ما هو ممكن قد يفرض الذهن أن هناك ذاتا مجردة من الصفات في ذهنك لكن الفرض ليس كالأمر الشاهد في الخارج يعني : المفروض ليس كالمشهود فلا يوجد في الخارج يعني في الواقع المشاهد ذات ليس لها صفات أبدا صح ولا لأ ؟ أما ما يفرضه الذهن فهذا أمر ليس بعبرة الذهن قد يفرض مثلا شيئا له ألف عين، في كل ألف عين ألف سواد وألفين بياض وله ألف رجل في كل رجل ألف أصبع في كل أصبع ألف ظفر نعم وله ملايين الشعر في كل شعرة ملايين الشعر وهكذا يفرضه وما له واقع أليس كذلك ؟ لكن الشيء الواقع لا يمكن أن يوجد شيء بدون صفة، لهذا كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود هذا باتفاق الناس وعلى هذا فلا بد أن يكون له صفة.
ثم اعلم أن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية أن يؤمن بها على ما جاءت دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص قال الإمام أحمد : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث " ودلالة ذلك يعني أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه من القرآن والعقل : ففي القرآن يقول الله عز وجل : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) فإذا وصفت الله بصفة لم يصف الله بها نفسه فقد قلت عليه ما لا تعلم وهذا محرم بنص القرآن.
دليل آخر يقول الله عز وجل : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) إذا لو وصفنا الله بما لم يصف به نفسه نعم لكنا قفونا ما ليس لنا به علم فوقعنا فيما نهى الله عنه.
أما الدليل العقلي : فلأن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية ولا يمكن في الأمور الغيبية أن يدركها العقل نحن الآن لا ندرك ما وصف الله به نعيم الجنة مع أنه مخلوق ولا لأ ؟ في الجنة فاكهة ونخل ورمان وسرر وأكواب ولا لأ ؟ ونساء حور هل نحن لا ندرك حقيقة هذه الأشياء ؟ لا لو قال صفها لنا، ما نستطيع وصفها لقوله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ولقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذا كان هذا في المخلوق الذي وصف بصفات لا نعلمها فكيف بالخالق .
مثل آخر : الإنسان فيه روح لا يحيا إلا بها لولا أن الروح في بدنك ما حييت تستطيع أن تصف الروح ؟ أبدا لو قيل لك : ويش الروح التي بك ؟ ويش اللي لو نزعت صرت جثة هامدة وإذا بقيت فأنت إنسان تعقل وتفهم وتدرك ويش هذه الروح ؟ والله خلي يفكر يناظر بدنه يمين يسار يقدر يصفها ولا لا ؟ أبدا مع أنها بعيدة عنه ولا قريبة ؟ قريبة في نفسه وبين جنبيه، وعجز عن إدراكها مع أنها حقيقة يعني شيء يرى كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( بأن الروح إذا قبض، تبعه البصر ) الإنسان يشوف نفسه وهي مقبوضة ولهذا تبقى العين مفتوحة عند الموت تشاهد الروح وهي قد خرجت وتؤخذ هذه الروح وتجعل في كفن في حنوط ويصعد بها إلى الله ومع ذلك ما تستطيع أن تصفها وهي بين جنبيك، فكيف تحاول أن تصف ربك بأمر لم يصف به نفسه.
الخلاصة الآن استفدنا من هذه الجملة بما وصف به نفسه استفدنا أمرين .