الأدلة العقلية على انتفاء التماثل بين الخالق والمخلوق. حفظ
الشيخ : ثانيا : نجد التباين العظيم بين الخالق والمخلوق في صفاته وفي أفعاله في صفاته يسمع عز وجل كل صوت مهما خفي ومهما بعد لو كان في قعار البحار لسمعه عز وجل أنزل الله قوله تعالى : (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) تقول عائشة : ( إني لفي الحجرة، وإنه ليخفى على بعض حديثها فتبارك الذي وسع سمعه الأصوات ) والله تعالى سمعها من على عرشه يعني بينه وبينها ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل وسع هل يمكن أن يقول قائل: إن سمع الله مثل سمعنا ؟ أبدا لا يمكن .
ثالثا : نقول : نحن نعلم أن الله تعالى مباين للخلق بذاته أليس كذلك ؟ (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) (( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) وهل أحد من الخلق يمكن هكذا ؟ لا يمكن فإذا كان مباينا للخلق بذاته فالصفات تابعة للذات يكون أيضا مباينا للخلق في صفاته عز وجل ولا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق .
الوجه الرابع : أن نقول : إننا نشاهد في المخلوقات أشياء تتفق في الأسماء وتختلف في المسميات أليس كذلك ؟ إنسان وإنسان يختلف ولا ما يختلف ؟ يختلف الناس في صفاتهم هذا قوي البصر وهذا ضعيف هذا قوي السمع وهذا ضعيف هذا قوي البدن وهذا ضعيف هذا ذكر وهذا أنثى وهكذا التباين بين المخلوقات التي من جنس واحد فما بالك بالمخلوقات المختلفة الأجناس ؟ التباين بينها أظهر واحد يقول : إن لي يدا كيد الجمل، رجل بشر إنسان فقال الثاني ولي يد كيد الذرة فقال الثالث : كذبتما لي يد كيد الهر ويش نقول ؟ كلهم كذبوا شوف عندنا الآن إنسان وجمل وذرة وهر كل واحد له يد مختلفة عن الثاني ولا لا ؟ طيب مع أنها متفقة في الاسم فنقول : إذا جاز التفاوت بين المسميات في المخلوقات مع اتفاق الاسم فجوازه بين الخالق والمخلوق من باب أولى بل نحن نقول : إنه بين الخالق والمخلوق ليس جائز التفاوت بل هو واجب التفاوت فعندنا الآن أربعة وجوه عقلية كلها تدل على أن الخالق لا يمكن أن يماثل المخلوق بأي حال من الأحوال طيب أهل السنة والجماعة إذا يتبرؤون من التمثيل مستندين في ذلك على براهين سمعية وبراهين عقلية ربما نقول أيضا هناك دليل فطري يعني جنس ثالث وهو الدليل الفطري كيف ذلك ؟ لأن الإنسان بفطرته بدون أن يلقن يعرف الفرق بين الخالق والمخلوق ولولا هذه الفطرة ما ذهب يدعو الخالق ولا لا ؟ إنسان يدعو ربه لأنه يعرف أن هناك فرقا بينه وبين الخالق وإلا لدعا المخلوق فقد يقال : إن هذا أيضا أمر ثالث أو جنس ثالث من الأدلة وهو الفطرة أن الخالق لا يمكن أن يكون مثل المخلوق بمقتضى إيش ؟ بمقتضى الفطرة فتبين الآن أن التمثيل منتف سمعاً وعقلاً وفطرة .
ثالثا : نقول : نحن نعلم أن الله تعالى مباين للخلق بذاته أليس كذلك ؟ (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) (( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) وهل أحد من الخلق يمكن هكذا ؟ لا يمكن فإذا كان مباينا للخلق بذاته فالصفات تابعة للذات يكون أيضا مباينا للخلق في صفاته عز وجل ولا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق .
الوجه الرابع : أن نقول : إننا نشاهد في المخلوقات أشياء تتفق في الأسماء وتختلف في المسميات أليس كذلك ؟ إنسان وإنسان يختلف ولا ما يختلف ؟ يختلف الناس في صفاتهم هذا قوي البصر وهذا ضعيف هذا قوي السمع وهذا ضعيف هذا قوي البدن وهذا ضعيف هذا ذكر وهذا أنثى وهكذا التباين بين المخلوقات التي من جنس واحد فما بالك بالمخلوقات المختلفة الأجناس ؟ التباين بينها أظهر واحد يقول : إن لي يدا كيد الجمل، رجل بشر إنسان فقال الثاني ولي يد كيد الذرة فقال الثالث : كذبتما لي يد كيد الهر ويش نقول ؟ كلهم كذبوا شوف عندنا الآن إنسان وجمل وذرة وهر كل واحد له يد مختلفة عن الثاني ولا لا ؟ طيب مع أنها متفقة في الاسم فنقول : إذا جاز التفاوت بين المسميات في المخلوقات مع اتفاق الاسم فجوازه بين الخالق والمخلوق من باب أولى بل نحن نقول : إنه بين الخالق والمخلوق ليس جائز التفاوت بل هو واجب التفاوت فعندنا الآن أربعة وجوه عقلية كلها تدل على أن الخالق لا يمكن أن يماثل المخلوق بأي حال من الأحوال طيب أهل السنة والجماعة إذا يتبرؤون من التمثيل مستندين في ذلك على براهين سمعية وبراهين عقلية ربما نقول أيضا هناك دليل فطري يعني جنس ثالث وهو الدليل الفطري كيف ذلك ؟ لأن الإنسان بفطرته بدون أن يلقن يعرف الفرق بين الخالق والمخلوق ولولا هذه الفطرة ما ذهب يدعو الخالق ولا لا ؟ إنسان يدعو ربه لأنه يعرف أن هناك فرقا بينه وبين الخالق وإلا لدعا المخلوق فقد يقال : إن هذا أيضا أمر ثالث أو جنس ثالث من الأدلة وهو الفطرة أن الخالق لا يمكن أن يكون مثل المخلوق بمقتضى إيش ؟ بمقتضى الفطرة فتبين الآن أن التمثيل منتف سمعاً وعقلاً وفطرة .