شرح قول المصنف : بل يؤمنون بأن الله سبحانه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . حفظ
الشيخ : قال المؤلف درس جديد " بل يؤمنون " الضمير يعود على أهل السنة والجماعة " بل يؤمنون بأن الله (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ".
يعني : يقرون بذلك إقرارا وتصديقا بأن الله ليس كمثله شيء كما قال عن نفسه : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) هنا نفى المماثلة ثم أثبت فنفى العيب ثم أثبت الكمال لأن نفي العيب قبل إثبات الكمال ولهذا يقال : " التخلية قبل التحلية " يعني : نظف المحل أولا ثم زينه هكذا أيضا نفى الله عن نفسه المماثلة ثم أثبت السمع والبصر فنفي العيوب يبدأ به أولا ثم يذكر إثبات الكمال.
وكلمة (( شَيْءٌ )) (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء ليس شيء مثله أبدا أي مخلوق وإن عظم فليس مماثلا لله عز وجل طيب لأن مماثلة الناقص نقص بل إن طلب المفاضلة بين الناقص والكامل تجعله ناقصا كما قيل :
" ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا "
إذا قلت السيف أمضى من العصا لا شك أنك تحتقر السيف لأنك أردت أن تفاضل بينه وبين العصا فكيف إذا ساويت بين الشيء والشيء فإنك إذا ساويت الكامل بالناقص نقص الكامل فهنا لو قلنا : إن لله مثيلا لزم من ذلك تنقص الله عز وجل فلهذا نقول : نفى الله عن نفسه مماثلة المخلوقين لأن مماثلة المخلوقين نقص وعيب، كيف تكون نقصا وعيبا ؟ لأن المخلوق ناقص وتمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصا بل طلب المفاضلة بينهما أو ذكر المفاضلة بينهما يجعله ناقصا كالبيت الذي أشرنا إليه طيب .