شرح قول المصنف : وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حفظ
الشيخ : " في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول " إلى آخره .
" دخل في هذه الجملة " أي جملة يريد المؤلف ؟ يحتمل أنه يريد قوله : " وهو قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات " ويحتمل أن يعود على ما سبق من أن أهل السنة والجماعة يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله وأيا كان فإن هذه السورة وما بعدها داخلة في ضمن ما سبق من أن الله تعالى جمع فيها بين النفي والإثبات وأن أهل السنة يؤمنون بذلك.
قال المؤلف : " في سورة الإخلاص " السورة : هي عبارة عن آيات من كتاب الله تعالى مسورة يعني منفصلة عما قبلها وعما بعدها كالبناء الذي أحاط به السور فهي سورة منفصلة عما قبلها وعما بعدها طيب .
وقوله : " سورة الإخلاص " الإلخاص إخلاص الشيء بمعنى : تنقيته، يعني التي نقيت وحررت ولم يشبهها شيء فما وجه تسمية هذه السورة بسورة الإخلاص ؟ قيل : لأنها تتضمن الإخلاص لله عز وجل وأن من آمن بها فهو مخلص فتكون إخلاص بمعنى مخلصة لغيرها أي أن الإنسان إذا قرأها مؤمنا بها فقد أخلص لله عز وجل .
وجه آخر : سوؤة الإخلاص أي : أنها مخلصة لأن الله تعالى أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها شيئا من الأحكام ولا شيئا من الأخبار عن غيره بل هي أخبار خاصة بالله نشوف محمد هو يقرأها علينا نجد فيها شيء اقرأها نشوف فيها شيء ذكر غير ما تعلق بالله لا إذا هي مخلصة أخلصها الله عز وجل لنفسه ما ذكر فيها أحكاما ما فيها أقيموا الصلاة آتوا الزكاة نعم أبشروا إذا تبعتم ما فيها ما فيها ذكر اليوم الآخر والقدر خيره وشره والملائكة لا ما فيها إلا إيش ؟ توحيد الله عز وجل يعني مخلصة لله عز وجل .
لو قال قائل : احملوا الإخلاص لأنه مصدر صالح للأمرين احملوه على هذا وهذا ما تقولون ؟ نقول نعم نحمله فهي مخلَصة في موضوعها ليس فيها إلا ما يتعلق بالله عز وجل وهي مخلِصة لمن قرأها تخلص قارئها من الشرك فهي تخلصه إلى التوحيد طيب .
يقول المؤلف رحمه الله : " التي تعدل ثلث القرآن " من قال هذا ما الدليل ؟ الدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه : ( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال (( الله أحد الله الصمد )) تعدل ثلث القرآن ) يعني هذه السورة تعدل ثلث القرآن إذا قرأتها كأنما قرأت ثلث القرأن في الأجر لا في الإجزاء فهي تعدل ثلث القرآن في الجزاء لا في الإجزاء انتبهوا لهذا فرق بين ما يعدل في الإجزاء والجزاء نعم فرق عظيم، إطعام عشرة مساكين في كفارة الصيام تعدل كسوة عشرة مساكين في إيش ؟ في الإجزاء، في الجزاء ها قد تعدل وقد لا تعدل قد يكون الطعام أقل نفع من الكسوة وقد تكون الكسوة أقل نفع والأجر على قدر النفع لكن في الإجزاء إيش ؟ تعدل، عتق الرقبة جنبنا عتق الرقبة وإطعام عشرة مساكين هذا يعدل هذا في إيش ؟ في الإجزاء ولا في الجزاء لا ما يعدله قد أقول أفضل واضح طيب .
هنا تعدل ثلث القرآن في الجزاء ولا في الإجزاء ؟ في الجزاء لا في الإجزاء ولا يلزم من التعادل في الجزاء التعادل في الإجزاء ولهذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن من قال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات فكأنما أعتق أربع أنفس من بني إسماعيل ) من العرب أشرف الناس نسبا نعم طيب واحد عليه كفارات أربع جامع في نهار رمضان وظاهر من زوجته وقتل نفسا خطأ مؤمنة وأقسم وحنث في يمينه وقال هذه عشر مرات وقال الحمد لله هذه تعدل أربعة رقاب من بني إسماعيل ولا علي شيء ماذا نقول له ؟ لا تجزئ طبعا لكن في الجزاء نعم تعدل هذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام هذا رجل دخل في الصلاة وقرأ : (( قل هو الله أحد )) ثلاث مرات فقال : إن (( قل هو الله أحد )) تعدل ثلث القرىن وأنا قرأتها ثلاث مرات وهي تغني عن الفاتحة لأني قرأت ثلث وثلث كم دولا ؟ ثلثان وثلث كامل إذا لا أقرأ الفاتحة يصح ولا ما يصلح ؟ ما يصلح إذا لا يلزم من المعادلة في الجزاء المعادلة في الإجزاء واضح فالقرآن أحكام وأخبار عن اليوم الآخر وعن القدر وغيره وغيره لا بد من قراءته لا تمسك المصحف تقول أبى أقرأ قل هو الله أحد مثلا ثلاثين مرة أكون حفظت القرآن عشرة مرات ويكفي ولا أقرأ القرآن أبدا هذا خطأ لأنه لا يلزم المعادلة في الجزاء المعادلة في الإجزاء.
تعدل ثلث القرآن ما وجه كونها تعدل ثلث القرآن؟ لأنا نعلم أسأل هذا السؤال لأنا نعلم أن الشرع حكمة فلا بد أن يكون هناك سبب لكونها تعدل ثلث القرآن قال العلماء : لأن مباحث القرآن خبر عن الله خبر عن المخلوق أحكام كم دولي ثلاثة ولا فيه غيرها : خبر عن الله قالوا : إن (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) تتضمنه.
عن المخلوق كالإخبار عن الأمم السابقة والإخبار عن الحوادث الحاضرة وعن الحوادث المستقبلة.
الثالث : أحكام أقيموا وآتوا لا تشركوا وما أشبه ذلك واضح هذا وجه كونها تعدل ثلث القرآن
هذا هو أحسن ما قيل في معنى كونها تعدل ثلث القرآن.