بيان حكمة الله تعالى في الأيات الشرعية والكونية . حفظ
الشيخ : إلى قسمين حالية ومآلية فهمتم أو صورية وغائية، حالية بمعنى أن وقوع الشيء على هذا الوجه المعين موافق للحكمة هذه الحالية بمعنى الحال الذي عليها الآن موافق للحكمة كالصلوات مثلا فيها ركوع وسجود وقيام وقعود كونها على هذه الصفة هذا موافق للحكمة تبتدأ بالثناء على الله عز وجل ثم بتلاوة كلامه ثم بالانحناء له تعظيما ثم نعود بالثناء على الله والحمد لله ثم نسجد له وهكذا هكذا نقول هذه وقوع هذه العبادة على هذا الوجه موافق للحكمة
كون المخلوقات على ما هي عليه من الصورة والحال موافق للحكمة الإنسان متنتصب القامة وعلى هذا الشكل الذي لا يماثله شيء من الحيوان موافق للحكمة نعم الحيوانات موافقة للحكمة ظهورها على هذه الصفة نعم وكون القوة فيها وكون ظهر الإبل محاطا بالشحم لأنها تحمل الأثقال فتحتاج إلى شحم يقيها عن ثقل الأحمال حتى لا يدق عظمها وكون العظم أيضا مقوسا يكون هذا أقوى للحمل وعلى هذا يعني فيه أشياء ما ندركها لكن لا شك أن وجود الشيء على هذا الوجه المعين سواء كان كونيا أم شرعيا موافق للحكمة .
طيب الحكمة المآلية أو الغائية أن هذه الموجودات وهذه المشروعات ما وجدت ولا شرعت إلا لحكمة لغاية حميدة مثلا لماذا فرضت الزكاة ؟ لأنها تشتمل على مصالح عامة وخاصة خاصة لمن أعطاها وعامة لعموم الناس ففيها حكمة مقصودة الصلاة جماعة لماذا شرعت ؟ لها حكمة يتعلم الجاهل من العالم ويتآلف الناس بعضهم لبعض ويتعلمون الانصياع لأمر ولاة الأمور لأن كل الجماعة الآن إذا قال الإمام الله أكبر للركوع ركعوا ولا يصبروا لين يقول اركعوا يا جماعة بمجرد ما يقول الله أكبر يركعون وكذلك بمجرد أن يقوم يقومون هذا تعويد للجماعة العامة الإسلامية أن تتعلم الطاعة والسمع لولاة أمورها ولهذا يسمى إمام الصلاة إماما ويسمى الإمام الأعظم إماما لأن الكل يأتم به الناس، فالحاصل أنك لا تجد شريعة من الشرائع إلا وهي لغاية حميدة يستحق الرب عز وجل عليها الحمد والثناء والشكر إذا صارت الأحكام الشرعية لها غايات حميدة وهذه الحكمة أما الأحكام الكونية فلها أيضا غايات حميدة قال الله تعالى : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ )) ويش الغاية ؟ (( فِتْنَةً )) اختبار إن أعطاك الله خيرا فهو فتنة لتشكر وإن أعطاك الله سوى ذلك فهو فتنة لتصبر لما جاء عرش بلقيس إلى سليمان قال : (( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) الله أكبر شوف لمح بصر أنا أنظر بعيد إلى أقصى طرفي قبل أن يرتد إليه طرفه يأتيك فعلا ولهذا قال : (( فَلَمَّا رَآهُ )) أتى بالفاء الدالة على إيش ؟ التعقيب تعقيب بدون تراخي (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ )) فكل ما يقضيه الله عز وجل من الأحكام الكونية فإن له غاية حميدة يستحق عليها الحمد والشكر وهذه هي الحكمة إذا الحكمة تتعلق بالحكم الشرعي حالا ومآلا وبالحكم الكوني حالا ومآلا يكون الجميع كم ؟ أربعة كوني حالا وشرعي حالا كوني غاية مآلا وشرعي كذلك فهي أربعة كل هذا مأخوذ من قوله تعالى : (( الحكيم )) نعم ثم نقول : يتفرع عن ذلك أيضا عن الحكيبم بمعنى الحاكم كونا يتفرع عنه الحكم يعني الذي مرجع التخاصم إليه فالذي يقضي بين العباد هو الله عز وجل قال الله تعالى : (( يوم القيامة يفصل بينكم )) فالله تعالى هو الذي يحكم بين الخلق فيما كانوا فيه يختلفون يوم القيامة وهذا نقول : حكم فصل ومنه الحكام الشرعي كذلك يفصل بين الخصوم فتضمن الآن كلمة الحكيم أو هذا الاسم العظيم من أسماء الله كل هذه المعاني الثلاثة الحكم والحكمة وربما نقول إن الحكم بين الناس يدخل في الحكم الكوني أو فرع من فروعه نعم .