شرح قوله المصنف وقوله: ( وهو العليم الخبير ) حفظ
الشيخ : قال : " (( وهو الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ )) (( الْعَلِيمُ )) سبق القول فيه وفيه صفة العلم لله عز وجل وهل هو عالم بصفة العلم أو عالم بذاته ؟ نقول عالم بصفة العلم لأن المعتزلة يقولون ما له صفة العلم عالم بذاته ولا تقول إنه عليم بمعنى ذو علم هذا ما يصلح بل هو ذاته هي العلم ولهذا لا يفرقون بين سميع وعليم وخبير وبصير لأنها كلها عندهم هي الذات يقولون ليش ؟ لأنك لو أثبت لله سبحانه وتعالى صفات قديمة كالعلم والسمع والبصير صرت أكفر من النصارى أعوذ بالله ليش ؟ قال لأن النصارى أثبتوا ثلاثة قدماء وأنت أثبت تسعة وتسعين أكثر من تسعة وتسعين كل من أثبت لله صفة قديمة فقد أثبت تعدد القدماء يعني الآلهة عندهم الله قدير هذا قدير ذات قدرة صاروا كم ؟ اثنين سمع ها ثلاثة بصر علم ها حياة وهكذا إذا لا تثبت صفة طيب عليم قال إي عليم ذو علم بذاته لا بعلمه يعلم بذاته لا بعلمه يسمع بذاته لا بسمع ولهذا يجعلون كل المعاني هذه شيئا واحدا كلام باطل يعني ومن الغرائب والغرائب جمة أنهم يقولون إنهم هم أصحاب العقول لا أصحاب العقول يقولون هذا العقل سبحان الله أنت تجي امرأة عجوز يمكن ما بقي من شعر رأسها إلا شعرة واحدة يمكن منسلخ من الكبر وتسألها هل العليم والسميع والحكيم معناهم واحد ويش تقول ؟ ها تقول لا كل أحد إذا نحن نقول إنه عليم بعلم هو وصفه وهكذا بقية الصفات ونقول لهم أنتم نسال الله لكم الهداية أنت رجل فيك سمع وفيك بصر وفيك علم وفيك حياة وفيك قدرة كم أنت ؟ واحد على رأيكم أنت أكثر من واحد ولا لا ؟ فكيف تجيزون لأنفسكم أن تتعدد الصفات فيكم ولا تجيزون ذلك لله رب العالمين وأي خلل أو نقص يحصل بهذا ؟ قال : " (( وهو العليم الخبير )) " شوف العليم الخبير جمع الله عز وجل بين العليم والخبير ولو أنه أتى اسم العليم لكان شاملا لاسم الخبير لماذا ؟ لأن قلنا العليم عليم بكل شيء الظاهر والباطن، (( الْخَبِيرُ )) هو العليم ببواطن الأمور فيكون هنا وصفا أخص بعد وصف أعم هل إذا جاء وصف أخص بعد وصف أعم نحمل الأعم على معنى يخرج به الأخص أو نقول إنه لما جاء الأخص كأنه كرر مرتين مثال يتضح بالمثال هل نقول : إذا اقترنت العليم الخبير جعلنا العليم بظواهر الأمور يعني العليم بظواهر الأمور والخبير ببواطن الأمور فيكون كل اسم دالا على معنى مستقل عن الآخر أو نقول : العليم بظواهر الأمور وبواطنها وأكد الخبير وهو العلم ببواطن الأمور لأن العلم بالظواهر دون العلم بالبواطن العلم بالبواطن أعمق أليس كذلك ؟ أيهما أولى الأخير لأجل أن يكون العلم ببواطن الأمور مكررا مرتين مرة بطريق العموم ومرة بطريق الخصوص وكما يكون هذا في المعاني يكون هذا في الأعيان فمثلا (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا )) الروح من ؟ جبريل من الملائكة هل نقول إن جبريل دخل في الملائكة ثم نص عليه من باب التشريف أو نقول إنه لم يدخل في الملائكة أولا لأنه نص عليه ؟ فهمتم الفرق يعني مثلا نقول : (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ )) إلا جبريل ثم قال : (( والروح )) دل على نزول جبريل أو نقول : الملائكة ومنهم جبريل وخص جبريل بالذكر تشريفا له الأخير كذا ولا لا طيب إذا الخبير هو العليم ببواطن الأمور ونص عليه لأن العلم بالبواطن أعمق من العلم بالظواهر نعم طيب .