شرح قوله المصنف وقوله: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) حفظ
الشيخ : قال : (( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ )) (( عِنْدَهُ )) خبر مقدم (( مَفَاتِحُ )) مبتدأ مؤخر، يفيد هذا التركيب الحصر والاختصاص عنده لا عند غيره مفاتح الغيب وأكد هذا الحصر بقوله : (( لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ )) ففي الجملتين حصر بأن علم هذه المفاتح عند من ؟ عند الله بطريقتين :
إحداهما : طريقة التقديم والتأخير .
والثانية : طريقة النفي والإثبات (( لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ )) .
كلمة (( مَفَاتِحُ )) قيل إنها جمع مِفتح وقيل إن الأصل أنها مفاتيح وأن مفاتيح قد تحذف منها الياء أحيانا ونحن نعرف أن مفتاح جمعها مفاتيح وأن المفتاح ما يفتح به الباب لكن مفتح غير مفتاح المفتح مكان الفتح وهي خزائن الغيب ولهذا فسرت الآية بأن المراد مفاتح الغيب أي خزائن الغيب وقيل (( مَفَاتِحُ الْغَيْبِ )) أي : مبادئها لأن مفتح كل شيء اللي هو مكان الفتح يكون في أوله ولا في آخره ؟ متأكدين معلوم الباب في أول الدخول فيكون على هذا (( مَفَاتِحُ الْغَيْبِ )) أي : مبادئ الغيب فإن هذه المذكورات مبادئ لما بعدها .
(( الْغَيْبِ )) : مصدر غاب يغيب غيبا والمراد بالغيب ماكان غائبا والغيب أمر نسبي لكن الغيب المطلق خاص بالله الغيب المطلق الي هو غيب بكل تقدير هذا لا يعلمه أحد إلا الله أما الغيب النسبي فهو على اسمه غيب بالنسبة لفلان ظاهر بالنسبة لفلان يعني غيب لفلان وشهادة لفلان مثلا نحن الآن لا نعلم ما في بيوتكم فما في بيوتكم بالنسبة لنا غيب لكن بالنسبة لكم شهادة أو لا هذا غيب نسبي ما يمتدح به الإنسان إذا علمه .