شرح قو المصنف :وقوله : ( إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً )) هذه الآية تكملة لقوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )) فأمر عز وجل بأن نؤدي الأمانات إلى أهلها ومنها الشهادة للإنسان له أو عليه وأن نحكم إذا حكمنا بين الناس بالعدل نحكم بالعدل فبين الله سبحانه وتعالى أنه يأمرنا بالقيام بالواجب في طريق الحكم وفي الحكم نفسه طريق الحكم الذي هو الشهادة الذي تدخل في عموم قوله (( أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )) والحكم (( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )) ثم قال سبحانه : (( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ )) أصلها نعم ما ولكن أدغمت الميم بالميم من باب الإدغام الكبير لأن الإدغام لا يكون بين جنسين إلا إذا كان الأول ساكنا وهنا صار الإدغام مع أن الأول مفتوح.
طيب وقوله (( نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ )) جعل الله عز وجل الأمر بهذين الشيئين أداء الأمانة والحكم جعله موعظة لأنه تصلح به القلوب وكل ما يصلح القلوب فهو موعظة فالموعظة هي التي ترقق القلب وتصلح القلب والقيام بهذه الأوامر لا شك أنه يصلح القلب.