شرح قول المصنف : وقوله :( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ) حفظ
الشيخ : يقول الله تعالى : (( فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) .
(( ما )) : شرطية وفعل الشرط (( اسْتَقَامُوا )) وجوابه (( فَاسْتَقِيمُوا )) يعني مهما استقام لكم المعاهدون الذين عاهدتهم عند المسجد الحرام مهما استقاموا لكم فاستقيموا لهم في ذلك، هذه الجملة الشرطية تقتضي بمنطوقها أنهم إذا استقاموا لنا وجب أن نستقيم لهم وأن نوفي بعهدهم وتدل بمفهومها على أنهم إذا لم يستقيموا لا نستقيم لهم (( إن قاتلوكم فاقتلوهم )) عرفتم، والمعاهدون ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
قسم : استقاموا على عهدهم وأمناهم فيجب علينا إيش ؟ أن نستقيم لهم جزاء وفاقا .
قسم : خانوا ونقضوا العهد فهؤلاء لا عهد لهم نعم (( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لعلهم ينتهون )) .
قسم ثالث : يعني يظهرون الاستقامة لنا لكننا نخاف من خيانتهم يعني وجد قرائن تدل على أنهم يريدون الخيانة فهؤلاء قال الله فيهم : (( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ )) لا تبدأهم بالقتال ولا تتركهم انبذ إليهم يعني اطرح عهدهم إليهم وألقه إليهم وقل : لا عهد بيننا وبينكم عرفتم هذا عدل ولا غير عدل ؟ عدل فإذا قال قائل : كيف ينبذ العهد إليهم وهم معاهدون ؟! قلنا لخوف إيش ؟ الخيانة هؤلاء ما نأمنهم الآن يمكن في يوم من الأيام يصبحوننا فهؤلاء ننبذ إليهم على سواء ولا نخونهم ما دام العهد قائما فلا يجوز أن نخونهم لو قال المسلمون : نحن نخاف منهم الخيانة سنبادرهم بالقتال قلنا هذا حرام لا تقاتلوهم حتى تنبذوا إليهم العهد، طيب يعني حتى تكونوا سواء في عدم العهد طيب .
يقول : (( فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) من هم المتقون ؟ هم الذين اتخذوا وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه هذا من أحسن وأجمع ما يقال في التقوى .